وجدت دراسة حديثة أن العيش في الأحياء المحرومة يرتبط بزيادة نشاط الجينات المرتبطة بالتوتر، مما قد يساهم في ارتفاع معدلات سرطان البروستاتا العدواني لدى الرجال الأميركيين من أصل أفريقي.
تعتبر العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية من العوامل المؤثرة بشكل كبير على التعبير الجيني والنتائج الصحية. وفي هذا السياق، تعاني الرجال الأميركيون من أصول أفريقية من ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان البروستاتا والوفاة بسببه بأكثر من الضعف مقارنة بالرجال البيض في الولايات المتحدة. وتشير الدراسة إلى أن الرجال الأفارقة يُشخصون غالبًا بسرطان البروستاتا بأعمار مبكرة لكن الأسباب لا تزال غير مفهومة جيدًا.
تم نشر هذه الدراسة في مجلة JAMA Network Open وأُجريت بقيادة الدكتورة كاثرين هيوز باري من جامعة ميريلاند وجامعة فرجينيا كومنولث في الولايات المتحدة. وقد قامت الدراسة بتحليل أنسجة الورم لـ 218 رجلاً مصابًا بسرطان البروستاتا وحددت 290 متغيرًا جينيًا مرتبطًا بالمرض، بما في ذلك 115 متغيرًا جينيًا جديدًا.
وتشير الدراسة إلى أن هناك خمسة جينات ترتبط بزيادة الالتهاب، والذي يعتبر عاملاً مرتبطًا بسرطان البروستاتا. وقد تم ربط زيادة الالتهاب بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا أو زيادة احتمال تطور السرطان لدى الرجال المصابين بالمرض. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ وجود نشاط أعلى للجينات المرتبطة بالتوتر لدى الأفراد من الأحياء المحرومة وهو أكثر شيوعًا بين الأميركيين من أصل أفريقي.
وفي سياق متصل، يعتبر الجين HTR6 الأقوى في الدراسة ويُعتقد أنه مرتبط بسرطان البروستاتا القاتل. هذا الجين يُعتبر مستقبلًا ينظم انتقال الخلايا العصبية في الدماغ ويُعتبر هدفًا محتملًا لعلاج سرطان البروستاتا.
بناءً على نتائج الدراسة، يُشير الباحثون إلى ضرورة تنفيذ تدخلات مستهدفة لمعالجة المسارات الوراثية المرتبطة بالتوتر في المجتمعات المحرومة وتحسين الظروف المعيشية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية لتحسين النتائج الصحية للأقليات. يُعتبر البحث في التفاعل بين العوامل البيئية والتعبير الجيني أمرًا حيويًا لتوجيه الاستراتيجيات الصحية والتخفيف من الفوارق الصحية.