هناك حقيقة محبطة بشأن العلاجات المناعية للسرطان اليوم، فبينما تعمل أحيانًا بشكل رائع للقضاء على السرطان أو تخفيفه بشكل كبير، فإنها في بعض الأحيان لا تعمل على الإطلاق.
العلماء طرحوا عدة فرضيات لتفسير هذا اللغز، وربما يكون السبب في ذلك عدد الطفرات الجينية الموجودة في الورم. تظهر الطفرات الأكثر أهمية استجابات أفضل للعلاجات، وقد يكون البيئة المحيطة بالورم أيضًا لها دور في نجاح العلاج. ومع ذلك، حتى الآن لم يتم تأكيد أي من هذه التفسيرات.
يعتقد الباحثون في مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان وكلية بايلور للطب في هيوستن بتكساس أن لديهم تفسيرًا أفضل. يقول الدكتورة أندريا شيتينغر، أخصائية مناعة الأورام، إن الخلايا المناعية تحتاج إلى توزيع مكاني محدد لتكون فعالة في قتل خلايا الورم.
فريق من ثلاث خلايا
تشير الدكتورة شيتينغر إلى أن الخلايا المناعية تحتاج إلى تكوين فريق من ثلاث خلايا مختلفة لتعمل معًا بشكل فعال: خلية شجيرية، وخلية تائية قاتلة، وخلية تائية مساعدة. وهذه الثلاث خلايا تحتاج إلى التعاون والتفاعل معًا لتنفيذ مهمتها بشكل ناجح.
تم إجراء تجارب على فئران مصابة بالسرطان باستخدام هذا النهج الثلاثي، وأظهرت النتائج تراجعًا في أورامهم. هذا الاكتشاف قد يغير طريقة تقديم العلاجات المناعية في المستقبل.
الدلائل على فشل الخلايا المناعية
الفضول حول فشل العلاجات بالخلايا التائية دفع الدكتورة شيتينغر وفريقها إلى إجراء دراسات على مرضى بورم الرئة. وتبين أن المرضى الذين استجابوا للعلاج كانت لديهم الثلاثيات المناعية المميزة في أورامهم، بينما لم تكن لديها الفئة الأخرى.
هذا الاكتشاف يشير إلى أهمية تكوين الثلاثيات المناعية في مكافحة السرطان. ومن الممكن استخدام هذه الثلاثيات كعلامة حيوية لتحديد المرضى الذين سيستجيبون للعلاج بشكل أفضل.
تأثيرات على علاج السرطان
نتائج الدراسة تشير إلى ضرورة إعادة النظر في تصميم علاجات الخلايا التائية. قد يكون من الأفضل تضمين الخلايا التائية المساعدة بدلاً من الخلايا التائية القاتلة فقط لزيادة فعالية العلاج. كما يمكن تصميم لقاحات السرطان لتعزيز تكوين الثلاثيات المناعية.
يعمل فريق البحث على تطوير هذه الاستراتيجيات وتجاربها على البشر. يأملون في تحسين فعالية العلاجات المناعية وتحسين نتائج علاج السرطان في المستقبل.