news-24082024-104150

التفضيلات الأمنية لشركات الطيران

بعد مرور ثلاث سنوات من تجنب مجالها الجوي، قررت بعض شركات الطيران العالمية استئناف رحلاتها عبر الأجواء الأفغانية. هذه الخطوة تأتي في إطار سعيها لتقليل المخاطر، خاصة مع التوترات الحالية بين إيران وإسرائيل. على الرغم من غياب خدمات مراقبة الحركة الجوية على الأرض، إلا أن بيانات مراقبة الرحلات الجوية تشير إلى استئناف رحلات تابعة لعدد من الشركات الكبرى مثل “لوفتهانزا”، والخطوط الجوية السنغافورية والبريطانية والتركية فوق الأجواء الأفغانية.

التحديات الأمنية والسياسية

تشهد أفغانستان توترات سياسية وأمنية كبيرة، خاصة بعد انسحاب القوات الأميركية واستعادة طالبان السيطرة على البلاد. ومع ذلك، تعتبر الشركات الطيران العالمية تحليقها فوق أفغانستان خيارًا أمنًا، نظرًا لعدم وجود تهديدات مباشرة لسلامة الطيران في الأجواء الأفغانية. وفي ظل تزايد الاستخدام للأجواء الأفغانية، تواجه الحكومة التحديات في تقديم الخدمات اللازمة للشركات الطيران، نظرًا للغياب الكامل لخدمات مراقبة الحركة الجوية على الأرض.

المكاسب الحكومية والاقتصادية

تملك أفغانستان 27 مطارًا، وتستقبل يوميًا نحو 30 رحلة أجنبية. وقبل الانسحاب الأميركي من البلاد، كانت تمر حوالي 400 طائرة يوميًا عبر أجوائها، مما كان يُعد مصدرًا هامًا للدخل الحكومي. ورغم التحديات الحالية، تحاول الحكومة الأفغانية استغلال الأجواء الأفغانية كوسيلة لجذب الاستثمارات وتحقيق المكاسب الاقتصادية.

بناء على البيانات الرسمية، فقد عبرت المجال الجوي الأفغاني أكثر من 30 ألف رحلة جوية عام 2023، ووصل عدد الطائرات التي تستخدم الأجواء الأفغانية قبل الانسحاب الأميركي من أفغانستان إلى 95 ألف طائرة. ورغم أن الحكومة الأفغانية تحصل على ملايين الدولارات كرسوم عبور للطائرات، إلا أنها تواجه تحديات في تحويل هذه الأموال بسبب العقوبات الأميركية والدولية على البلاد.

تواجه أفغانستان تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة، لكن استئناف رحلات الطائرات فوق أجوائها يعتبر خطوة إيجابية قد تسهم في تعزيز القطاع السياحي والاقتصادي في البلاد.