news-11102024-062500

تدريجياً، انتقلت ثقل الحرب المتصاعدة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 خارج قطاع غزة، وأصبحت المواجهة الإسرائيلية مع حزب الله وإيران نفسها هي الأكثر تحديًا وخطورةً لمسار الحرب. يعود تاريخ النهج الدفاعي لإيران إلى عقود من الزمن، وقد اشتهر بـ “الصبر الإستراتيجي”، ولكن بعد عام من المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، تجد إيران نفسها في تحدٍ كبير للحفاظ على هذا النهج، مما يدفعها نحو مراجعة سياستها.

مفهوم “الصبر الإستراتيجي” يعود إلى العلوم العسكرية وقد وضعه الروماني فابيوس ماكسيموس، حيث يعتمد على تجنب المواجهات المباشرة واستخدام تكتيكات لضرب الأعداء بدون دخول في معارك حاسمة. تعتمد هذه الإستراتيجية على المواجهة غير المباشرة وتأثيرها على الروح المعنوية للخصم. وقد اعتمدت إيران هذا النهج بعد الحرب مع العراق، وتطوّرت على مدار العقود لتشكيل تهديد متعدد المواقع ضد خصومها.

وفي هذا السياق، أسست إيران في أعقاب الحرب مع العراق فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهو الذراع العسكرية لإيران في العلاقات الخارجية. كما استثمرت في تطوير برنامج صواريخ باليستية كبير، ومنحت تلك الصواريخ قدرة على ردع خصومها وإلحاق الأذى بهم عن بعد. وعلى الصعيد الإقليمي، دعمت إيران حزب الله في لبنان وشاركت في الصراعات في سوريا والعراق.

وبعد عام من المواجهات، تجد إيران نفسها أمام تحدٍ كبير يجبرها على مراجعة سياستها. تتعرض لضغوط اقتصادية نتيجة العقوبات الدولية، وتواجه تحديات داخلية بسبب الانقسام في المجتمع السياسي. على الرغم من ذلك، يظل تحديد مصير الحرب المتصاعدة في يد إيران، التي يتوجب عليها اتخاذ قرارات صعبة للحفاظ على نفسها ومواجهة تحدياتها بشكل فعال.