يبدو الغسيل بالنسبة للكثيرات وكأنه رحلة لا تنتهي، فرغم تطور عملية الغسيل بدءا من الغسالات الأوتوماتيكية والمجففات وصولا إلى أنواع الصابون المختلفة لتبييض الملابس البيضاء وأخرى لسطوع الملابس الزاهية فإن هناك دائما المزيد والمزيد من الغسيل والتعقيدات المصاحبة.
أصبحت الغسالات الأوتوماتيكية اليوم جزءا رئيسيا من كل بيت، وعلى الرغم من أنها أزالت عبئا كبيرا عن كاهل النساء مقارنة بطرق الغسيل القديمة فإن غسيل الملابس لم يرتق أبدا ليصبح نشاطا محببا مثل الطهي الذي تصور له مقاطع من الفيديو وينشر على منصات التواصل الاجتماعي.
وظل الغسيل رغم جهود التكنولوجيا لتسهيله عملا روتينيا متواصلا، وبينما تعد رحلة الغسيل أمرا مزعجا للبعض بدءا من فرز الملابس وتصنيفها ووضع المساحيق والمُنعمات والانتظار لانتهاء دورة الغسيل والتجفيف لوضع غيره فإن الغسيل في السابق كان أكثر إزعاجا.
وأشارت المؤرخة سوزان ستراسر في كتابها “لا تنتهي أبدا” إلى مذكرات امرأة أميركية من ولاية نيفادا وصفت في عام 1867 غسيل الملابس بأنه “المهمة الشاقة التي تخشاها كل النساء، والخوف المنزلي الكبير الذي يخشاه أهل البيت”.
وتتبع موقع “ذا كلينينغ كوليكتيف” رحلة تطور الغسيل على مدار التاريخ، وقديما كانت الملابس تغسل يدويا، وهو ما يتطلب جهدا بدنيا كبيرا، وكانت النساء تجمع الملابس وتنقعها وتفركها يدويا باستخدام ألواح الغسيل وأحيانا باستخدام الصخور في الجداول والأنهار، وكان هذا العمل يستغرق ساعات طويلة ويستهلك الكثير من الماء لإزالة البقع.
ومع مطلع القرن الـ20 شهد العالم ابتكار الغسالات الكهربائية، وظلت الغسالات تتطور لتشمل وظائف الغسل والشطف والتجفيف بشكل تلقائي في دورة واحدة، وصولا إلى الغسالات الذكية اليوم، وهي مزودة بتقنيات حديثة مثل التحكم الإلكتروني، وبرامج موفرة للطاقة، وإمكانية التحكم عن بعد عبر الهواتف الذكية، وتوجد في بعض البيوت.
رغم التطور الهائل في الغسالات فإن هناك جهدا آخر ما زال يقع على عاتق النساء عند الغسيل.
وبغض النظر عن أنه من المستحيل أن تكون سلة الغسيل فارغة في لحظة ما وأن طي الملابس يحتاج وقتا وجهدا إضافيا فإن هناك قطعا من الملابس ينصح خبراء الغسيل بعدم وضعها أبدا في الغسالة حتى على البرامج المخصصة لها، مما يزيد عبء الغسيل على النساء.
استخدام سلال متعددة لفرز الملابس حسب اللون أو نوع القماش من البداية يقلل من قضاء وقت طويل في فرزها.
يحذر خبراء العناية بالملابس من وضع الكشمير والصوف والحرير والبدلات الرسمية والملابس ذات الثنيات والجلد والملابس المطرزة والقطع النسائية في الغسالة، وينصحون بالعناية اليدوية بهذه الأنواع من الملابس.
هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد على تسهيل عملية الغسيل، مثل فرز الملابس مسبقا واستخدام دورات الغسيل السريعة واختيار المنظفات الشاملة واستخدام المنعمات ذات الروائح المفضلة واستخدام كيس الغسيل للأقمشة الحساسة وتعليق الملابس فور انتهاء الغسيل وطي الملابس فورا.