news-26102024-155250

في قلب مدينة طرابلس، حيث السوق الشعبي، بالقرب من ساحة التل، تدخل سيدة نازحة أحد محال الألبسة هناك، وتسأل عن سترة صوفية تقي من برد أكتوبر (تشرين الأول).
تقول السيدة لـ«الشرق الأوسط»: «نزحت إلى الفوار، في قضاء زغرتا، قبل شهر. حينها جلبت معي ثياباً صيفية، لكن درجات الحرارة باتت تنخفض جداً في الليل وعند ساعات الصباح الأولى، لذا أتيت اليوم إلى السوق لأشتري ثياباً شتوية».
وبات سوق طرابلس، وهو سوق شعبيّ تراثيّ يعود بناؤه لعدة قرون سابقة، مقصد النازحين، يأتون إليه من مناطق قريبة وبعيدة لشراء ما يحتاجونه من خضار وحلويات وملابس وحاجيات أساسيّة أخرى، بأسعار زهيدة. وهو في الأصل، يشكل قبلة أهالي المنطقة من أبناء الدخل المحدود والفقراء، وكذلك السياح، عرباً وأجانب، الذين يتجولون في شوارعه ويتذوقون مأكولاته الشعبيّة، مثل الكعكة الطرابلسية والمغربية، ويشترون حلويات لطالما ذاع صيتها.
متاجر الملابس شهدت إقبالاً ملحوظاً، وأحد أصحاب المحال التجاريّة يشير إلى أن النازحين يشترون الملابس بسبب تغير الأحوال الجوية. تقول السيدة لـ«الشرق الأوسط»: «نزحت إلى الفوار، في قضاء زغرتا، قبل شهر. حينها جلبت معي ثياباً صيفية، لكن درجات الحرارة باتت تنخفض جداً في الليل وعند ساعات الصباح الأولى، لذا أتيت اليوم إلى السوق لأشتري ثياباً شتوية».
تروي التجار قصص النازحين الذين يأتون لشراء الأحتياجات الضرورية، وتعبر عن مخاوفها بخصوص الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها. يتساءل التاجر عن مستقبل عمليات الشحن والسفر إلى تركيا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها لبنان.
في أحد شوارع القبة، تحديداً شارع الجديد هناك، يعبر تاجر آخر عن زيادة المبيعات بسبب زيادة أعداد العائلات اللبنانية المتضررة. يشير أحد أصحاب المحال التجاريّة إلى ارتفاع الأسعار في طرابلس والحاجة لرفع الأسعار على الزبائن.
في المناطق الجبلية، مثل جبيل وعاليه والشوف، نشطت حركة البيع والشراء بنسب مختلفة. عضو المجلس البلدي في عاليه يؤكد على زيادة الحركة الاقتصادية في المنطقة بسبب الاحتياجات الأساسية للعائلات النازحة.
تؤكد نائب رئيس جمعية المستهلك في لبنان على تحسن حركة السوق في مناطق جبلية مختلفة، مشيرة إلى زيادة الإقبال على الشراء. يعبر رئيس غرفة التجارة في طرابلس عن تأثير الأوضاع الصعبة على الحركة الاقتصادية واقتصار الشراء على الحاجات الأساسية.
التجار يعبرون عن تفاؤلهم بزيادة الإقبال على الشراء وتحسن الحركة الاقتصادية في ظل الأوضاع الراهنة. يشير رئيس غرفة التجارة إلى أن الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان تجعل النازحين يتأنون في صرف السيولة المالية التي يملكونها.