في مشهد مؤثر يعكس الواقع المرير للصحفيين في غزة، يشارك مراسل الجزيرة محمد قريقع قصة فقدان والدته واستشهادها خارج مستشفى الشفاء بعد فترة من الانقطاع عنها. “وجدتها نائمة وكأنها تنتظر أن تستيقظ”، يقول قريقع، موضحا أن والدته تم قتلها برصاص جندي إسرائيلي وهي في نومها، تظهر هذه الحادثة الفظيعة استهداف عائلات الصحفيين بشكل صارخ.
منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر 2023، لقي 180 صحفيًا حتفهم، وهو رقم قياسي يفوق عدد الصحفيين الذين فارقوا الحياة خلال الحروب العالمية السابقة. تنوعت أساليب استهداف الصحفيين حسب تقارير نقابة الصحفيين الفلسطينيين، مع اعتداءات مباشرة بالقصف والرصاص، وتهديدات وابتزاز، بالإضافة إلى العنف الجسدي والمضايقات.
يواصل الصحفيون في غزة مهامهم رغم التحديات الهائلة التي يواجهونها، فتحدث مراسل الجزيرة إسماعيل أبو عمر، الذي فقد ساقه نتيجة لقصف إسرائيلي، عن تفاصيل استهدافه المباشر. تشير تحقيقات دولية إلى استهداف العديد من الطواقم الإعلامية في غزة بشكل متكرر، مما يبرز الوضوح الذي تتمتع به طائرات المسير الإسرائيلية في رصد الصحفيين.
رغم المخاطر، يصرون الصحفيون على مواصلة عملهم بسبب إيمانهم بأهمية توثيق الحقيقة وتقديمها للعالم. يشدد محمد قريقع على أن الهدف النهائي هو المحاسبة والعدالة للضحايا، مشيرا إلى أنهم يستمدون القوة من دعم الناس ورغبتهم في أن يسمع صوتهم ويُرى واقعهم.
تشير التقارير إلى أن إسرائيل ليست الوحيدة التي تستهدف الصحفيين، حيث قتلت 46 صحفيًا خلال الفترة من عام 2000 إلى 2020، مع 652 حالة استهداف مختلفة. يدعو أبو عمر المجتمع الدولي للتحرك السريع لحماية الصحفيين وضمان حمايتهم أثناء تأديتهم لمهامهم المهنية.
في نهاية المطاف، تظهر معركة الصحفيين في غزة كونها معركة من أجل الحقيقة والعدالة، حيث يسعون لتوثيق الأحداث والمأسي التي يشهدها القطاع ليعرف العالم بمعاناة أهل غزة. يظلون مصممين على استمرار عملهم، رغم المخاطر الكبيرة التي يواجهونها، لأنهم يؤمنون بأهمية رسالتهم ودورهم في نقل الحقيقة للعالم بأكمله.