تعتبر الهند من الدول الناشئة التي تسعى جاهدة لتعزيز مكانتها العالمية والإقليمية، خاصة في ظل الصراع الاقتصادي والسياسي مع الصين. ومن أجل تحقيق هذه الطموحات، تلعب ميناء تشابهار الإيراني دورًا حيويًا في استراتيجية الهند، وتعتبر من النقاط الرئيسية التي تساهم في تحقيق أهدافها والتنافس مع الصين في جنوب آسيا وآسيا الوسطى.
من جانبها، تسعى الهند للتعاون مع إيران وأفغانستان في تطوير ميناء تشابهار كمركز لوجستي رئيسي ضمن ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، وهذا يعزز الفرص الاقتصادية ويوفر بديلاً للتجارة التقليدية التي تعتمد على مضيق هرمز أو قناة السويس. ومع تحديات العقوبات الأميركية ونقص البنية التحتية، تظل الهند ملتزمة بتطوير الميناء وتعزيز دورها في المنطقة.
من ناحية أخرى، تعد الصين وباكستان منافسين قويين للهند في تطوير بنية تحتية كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بميناء غوادر الباكستاني. وبالرغم من عدم إعلان الهند معارضتها لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية، إلا أنها ترى فيها تهديدًا محتملًا على المستوى الإستراتيجي يستدعي اتخاذ إجراءات مواجهة.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر ميناء تشابهار فرصة لأفغانستان لتعزيز تجارتها مع العالم الخارجي وللخروج من العزلة الاقتصادية التي تعاني منها، وتسهم في تطوير البنية التحتية ودعم الاستقرار الاقتصادي. ومع توقيع اتفاقيات لتطوير الميناء والسكك الحديد، يأمل الأفغان في تحقيق تقدم كبير في تسهيل عمليات التصدير والاستيراد.
على الرغم من التحديات والعقبات التي تواجه تطوير ميناء تشابهار، إلا أن الجهود المبذولة من قبل الهند وإيران وأفغانستان تعكس الرغبة في تحقيق التعاون الإقليمي وتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة. وبالاستفادة من الفرص الاقتصادية والتعاون الاستراتيجي، يمكن لميناء تشابهار أن يصبح مركزًا حيويًا للتجارة والنقل في جنوب آسيا وآسيا الوسطى، وذلك يخدم مصالح الدول المشاركة ويعزز دورها في المنطقة والعالم.