بدأت باكستان اهتمامها بالعلوم والمعارف النووية منذ أواخر عام 1948 بعد عام واحد عن استقلالها وانفصالها عن الهند. وقد انتقل عدد من العلماء الباكستانيين من الهند بناء على طلب رئيس الوزراء لياقت علي خان. ومن أبرز هؤلاء العلماء كان رافي محمد تشودري الذي أسس مختبر التوتر العالي في عام 1952.
في العام التالي، أطلق الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور برنامج “الذرة من أجل السلام”، وكانت باكستان من أوائل الدول التي وقعت على المعاهدة المتعلقة بهذا البرنامج. وقد كانت هناك تصريحات تنفي وجود نية باكستانية نحو امتلاك القنبلة الذرية.
وفي عام 1956، تأسست الهيئة الباكستانية للطاقة الذرية “بي إيه إي سي” (PAEC)، وكان نذير أحمد أول رئيس لها. وفي عام 1958، اقترحت الهيئة الطاقة الباكستانية إنشاء مفاعل نووي يعمل بالماء الثقيل، لكن الحكومة العسكرية حينها رفضت هذا المقترح.
بعد الحرب الباكستانية الهندية في عام 1971، شرعت باكستان في تطوير برنامجها النووي وتسريع خطواته، خاصة بعد علم المخابرات الباكستانية بتطوير الهند لقنبلة نووية.
من بين المشاريع التي نشأت عن هذه الجهود كان مشروع 706، الذي يمثل البرنامج الباكستاني السري والمركزي لتطوير الأسلحة النووية. تم تنفيذ هذا المشروع بواسطة علماء بارزين مثل منير أحمد خان وعبد القدير خان، الذي يُعرف بـ”أبو القنبلة النووية الباكستانية”.
شهد هذا المشروع جهدًا علميًا ضخمًا وتطورًا مستمرًا منذ عام 1974 حتى 1983. وقد أدى هذا المشروع إلى إنشاء العديد من المراكز والمنشآت البحثية والإنتاجية النووية التي عملت في سرية تامة.
وفي 11 مارس/آذار 1983، تم إجراء أول اختبار بارد لجهاز نووي ضمن هذا المشروع، ونال العلماء والضباط العسكريون الذين شاركوا فيه تقدير الحكومة الباكستانية.
وفي نهاية المطاف، أعلنت الهند وباكستان عن اتفاق يحظر الهجمات على المنشآت النووية لكل منهما في عام 1988. ومنذ ذلك الحين، تتبادل الدولتان قوائم منشآتهما النووية سنويًا في إطار التزامهما باتفاقية حظر الهجوم على المنشآت النووية.
هذه هي قصة كيف نجحت باكستان في تفادي المخاطر النووية من إسرائيل والهند وتطوير برنامجها النووي بنجاح.