
تطوير المساجد التاريخية: مشروع الأمير محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية
في لقاءٍ مميز عُقد أول أمس بالرياض، تم استعراض مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية بحضور أصحاب المصلحة ومسؤولين من عدة جهات حكومية وغير ربحية وخاصة. يأتي هذا اللقاء في وسط رحلة تطوير المساجد التاريخية التي بلغت منتصفها، وتحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. ويعد هذا المشروع رائدًا في دعم المساجد التاريخية وتطويرها، وذلك نظرًا لمكانتها الدينية العظيمة في الإسلام والأثر الحضاري الذي تحمله.
جهود تطوير
تم خلال اللقاء التركيز على تقدم أعمال المشروع في المرحلتين الأولى والثانية، حيث تم تأهيل وترميم 60 مسجدًا في جميع مناطق المملكة، مما ساهم في رفع الطاقة الاستيعابية لهذه المساجد وإعادة فتحها أمام المصلين بعد سنوات من الإغلاق. وبعد انتهاء هذه المرحلتين، وصلت نسبة الإنجاز في المشروع إلى حوالي 50%، مما يعكس جدية العمل والحفاظ على وتيرته.
معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أكد أهمية هذا المشروع في تعزيز البعد الحضاري للمملكة والاهتمام بالتراث الحضاري، خاصة مع نهضتها الواسعة في مختلف المجالات. كما أشار إلى أن المشروع يسهم في إعادة الدور الديني للمساجد التاريخية وتعزيز حياتها الدينية والاجتماعية في المجتمعات المحلية.
رؤية تطويرية
رئيس اللجنة التوجيهية لمشروع تطوير المساجد التاريخية، الأستاذ هاني بن مقبل المقبل، قد أكد أن المشروع يتجاوز مفهوم الترميم ليصبح تطويرًا شاملاً يحافظ على الهوية العمرانية الأصيلة لكل مسجد. وتتمثل محاور العمل في تطوير المساجد بالمحافظة على هويتها العمرانية، وتطوير البيئة المحيطة بها، وتطوير الشركات الوطنية المتخصصة في تأهيل المساجد التاريخية.
وأضاف الأستاذ هاني المقبل أن المشروع يعتمد على ثلاث مبادئ أساسية، منها التحول من النمو إلى التنمية والانتقال من الأحادية إلى التشاركية، بالإضافة إلى تعزيز استدامة المشروع وتحقيق الأهداف المستهدفة بحلول عام 2030.
خلال كلمته، أشار الرئيس التنفيذي لهيئة التراث، الدكتور جاسر الحربش، إلى أهمية المشروع في الحفاظ على التراث الإسلامي ورفع مستوى المملكة كدولة رائدة في إعادة تأهيل المباني التاريخية. كما أكد على أهمية الابتكار في إدارة وتنفيذ أعمال التطوير، وضرورة الحفاظ على الهوية الإسلامية للمساجد التاريخية.
تناول اللقاء الأثر الاجتماعي والثقافي للمشروع، حيث أدى إلى إعادة إحياء الأحياء التاريخية حول المساجد وتعزيز الترابط المجتمعي، مجددًا الدور الديني والثقافي لتلك المساجد بعد سنوات من التهميش. ويعكس هذا التزام المملكة بالحفاظ على تراثها ونقله إلى الأجيال القادمة.
بهذا الشكل، يتقدم مشروع تطوير المساجد التاريخية في المملكة العربية السعودية نحو تحقيق أهدافه المستهدفة، وإعادة هذه الأماكن إلى دورها الديني والحضاري في المجتمعات المحلية، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية والتاريخية لهذه المواقع المقدسة.