news-20072024-131939

قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه ضغوطا متزايدة من القادة الديمقراطيين لإعادة النظر في ترشيحه للرئاسة. وقد التقى به كبار الديمقراطيين في الأيام الأخيرة لنقل رسالة واحدة له تفيد بأن استمرار ترشيحه يضر بقدرة الحزب على السيطرة على أي من مجلسي الكونغرس العام المقبل، خاصة أن الرئيس السابق باراك أوباما يرى أن طريق بايدن نحو النصر قد تضاءل إلى حد كبير.

ولكن بعد أن ثبتت إصابة بايدن، الذي ظل يصر مع مستشاريه على أنه لن ينسحب من السباق، بفيروس كورونا وخضوعه للحجر الصحي في منزله، ماذا سيحدث إذا اتخذ قرارا استثنائيا بالانسحاب من السباق؟

ترى الصحيفة أن انسحاب الرئيس من السباق سيجعل القادة الديمقراطيين في سباق مع الزمن لتوحيد فصائل حزبهم العديدة حول حامل لواء جديد أولا، ملقية الضوء على ما سيترتب على ذلك من أمور فورية.

من سيحل محل بايدن؟

ترى واشنطن بوست، في تقريرها الذي أعده 4 من صحفييها، أن كامالا هاريس، نائبة الرئيس، هي المرشحة الأكثر احتمالا لأن تحل محل بايدن على رأس القائمة، وقد أشار الكثيرون في الحزب بالفعل إلى أنهم سيقبلونها كمرشحة، حتى إن بايدن نفسه قال في مؤتمر صحفي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إنه لم يكن ليختارها نائبة لو لم يكن يعتقد أنها مؤهلة للرئاسة منذ البداية.

غير أن ترشيح هاريس مكان بايدن ليس أمرا تلقائيا كما يحدث لو أنه استقال، بل إن للحزب الحرية في اختيار بديل مختلف، إذا أجمع أعضاؤه على مرشح آخر.

كيف سيتم اختيار المرشح الجديد؟

بحسب واشنطن بوست، يرجح معظم الديمقراطيين والإستراتيجيين أن تكون هاريس هي البديل، رغم أن ذلك ليس ملزما بالنسبة للمندوبين الذين سيختارون المرشح الرئاسي الذي يرونه مناسبا في المؤتمر الوطني للحزب. أما إذا فشل الديمقراطيون في التوحد خلف شخص معين، فإن ذلك يعني إمكانية عقد مؤتمر مفتوح، وهو ما لم يتم منذ عام 1968، ويمكن أن يتلافاه الحزب بتقديم الدعم لشخص واحد قبل المؤتمر.

ما مدى سرعة اختيار المرشح؟

تقول الصحيفة إنه حتى لو وافق بايدن والحزب على بديل، فلن يكون المرشح الرسمي -كما تقول الصحيفة- إلا بعد أن يصوت المندوبون عليه، وربما تلجأ اللجنة الوطنية الديمقراطية إلى الدعوة لترشيحات افتراضية، وإلا فسيختار المؤتمر الوطني للحزب، المقرر يوم 19 أغسطس/آب، مرشحا جديدا. كيف تبدو هاريس أمام ترامب؟

على الرغم من أن هاريس تبدو على نطاق واسع أفضل بديل لبايدن، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة لا تظهر فرقا كبيرا بين مواجهتها للمنافس دونالد ترامب وبين مواجهة بايدن له. إذ تفوق المرشح الجمهوري بما يقارب نقطتين، في معدل 11 استطلاعا أجرتها واشنطن بوست بعد المناظرة مع بايدن، وبنقطة ونصف نقطة على هاريس، ليبدو أن أداء هاريس أفضل قليلا من بايدن في 4 استطلاعات وأسوأ منه قليلا في 4 أخرى، ولا فرق بينهما في 3.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته واشنطن بوست وأي بي سي نيوز وإيبسوس هذا الشهر أن 44% من الأميركيين بشكل عام يقولون إنهم سيكونون “راضين” إذا تنحى بايدن وأصبحت هاريس المرشحة الديمقراطية، بما في ذلك 70% من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية. وفي الاستطلاع نفسه، قدم 29% من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية هاريس كخيارهم لترشيح الحزب إذا تنحى بايدن، في حين ذكر 7% حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، واختار 4% السيدة الأولى السابقة ميشال أوباما، و3% حاكمة ميشيغان غريتشين ويتمر.

ماذا سيحدث للأموال التي جمعها بايدن؟

وتضيف الصحيفة الأميركية أنه في حال انسحاب بايدن من السباق، فإن الأموال الموجودة في حساب حملته تعتبر “أموال حملة فائضة” يمكن أن تُقدم للجنة الوطنية الديمقراطية أو لجنة إنفاق مستقلة، أما إذا انسحب بايدن قبل أن يصبح المرشح الرسمي للحزب، فقد يضع ذلك قيودا على التبرع بهذه الأموال لمرشحين آخرين.

ماذا يعني هذا بالنسبة للمؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي؟

إذا اتفق الحزب على مرشح واحد ولم يقرر أي شخص آخر تحدي هذا الشخص، فمن المرجح أن يصوت المندوبون لمن اختاره الحزب في المؤتمر، كما كانوا سيفعلون لبايدن، أما إذا تعدد الساعون لترشيح الحزب، فسيكون هناك مؤتمر مفتوح، وسيكون للمندوبين الحرية في التصويت لمرشحهم المفضل. وفي الجولة الأولى من التصويت، لا يحق التصويت لغير المندوبين (حوالي 3900 شخص)، وإذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية، فيمكن للمندوبين الكبار (حوالي 700 من قادة الحزب والمسؤولين المنتخبين) التصويت في الجولات اللاحقة حتى يتم اختيار المرشح.