منذ أن اضطر “لواء المظليين” التابع له إلى حرق منزل بدون سبب في غزة في أواخر يناير/كانون الثاني، رفض يوفال غرين، البالغ من العمر 26 عامًا، الخدمة. ورغم أن عددهم قليل، فإن “المتقاعدين” والفارين يشهدون على الإرهاق الذي يصيب جنود الاحتياط الإسرائيليين.
وتقول الكاتبة سيسيل لوموان، في تقرير نشرته صحيفة “لاكروا” الفرنسية، إن “الدمار” هو أكثر ما صدم يوفال غرين خلال تعبئته في غزة بين ديسمبر/كانون الأول 2023 ويناير/كانون الثاني 2024، إلى حد دفع هذا الإسرائيلي، إلى رفض مواصلة الخدمة في الجيش.
وتم تكليف لواء المظليين الاحتياطي التابع له هذا الطالب، الذي يدرس في السنة الأولى في قسم الطب، بدخول منازل في بلدة خان يونس للعثور على الأنفاق وتدميرها، وهذا ما جعل يوفال يشعر بالاستياء والاشمئزاز.
ويقول يوفال إنهم وصلوا إلى أحياء عادية تماما وحطموا كل شيء، وفي أغلب الأحيان كان ذلك لأغراض عسكرية، “لكن في أحيان أخرى، كنا نفعل ذلك بدافع الانتقام. الخط رفيع بين الاثنين.. كان الجنود غاضبون فيدمرون ويخربون. وكانت الرسوم الجدارية أمرا شائعا. وكانوا ينهبون أيضا، ويأخذون بعض التذكارات الصغيرة”.
بالرغم من محاولاته في التحدث مع أصدقائه، كانت هناك خلافات كبيرة وعدم فهم للتصرفات التي كان يجبر على القيام بها.
وبحسب الكاتبة، فقد نشأ يوفال في بيئة يسارية إلى حد ما، وكان دائما على دراية بالمشاكل المرتبطة باستعمار واحتلال الأراضي الفلسطينية. ويقول يوفال إنه طور عقلية أكثر انتقادا خلال العامين الماضيين: “لقد توصلتُ إلى استنتاج مفاده أنه سيكون من العدل التوقف عن الخدمة في الجيش، وترك الاحتياط. كنتُ قد أرسلت رسالة إلى أصدقائي في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول”.
ويبدو أن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول والدمار الذي شهده كيبوتس “كفار عزة” جعله لبعض الوقت يضع معضلاته الأخلاقية جانبًا؛ حيث يوضح يوفال: “أنا المسعف في وحدتي. لم أستطع التخلي عن أصدقائي”.
وتابعت الكاتبة قائلة إنه اقتناعا من يوفال بأن الاتفاق وحده هو الحل الأكثر عدلا للمحتجزين والجنود الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة الذين يعيشون كابوسا، فقد أصيب جندي الاحتياط بخيبة أمل عندما علم عبر الراديو أثناء مهمته في خان يونس أن أطراف النزاع يرفضون توقيع الاتفاق.
وقال يوفال إنه يرى أن ما قاله القائد لم يكن له أي معنى، لأنه لم يكن لديهم ما يخفونه، وقال بينه وبين نفسه إذا أحرقوا المنزل فسيغادر. وأحرقوا المنزل، وغادر يوفال، قبل 5 أيام من تسريح وحدته.
وأوضحت الكاتبة أن يوفال غرين يُعد أحد جنود الاحتياط الـ40 الذين وقّعوا على رسالة الرفض، التي نُشرت في نهاية مايو/أيار 2024.
وأضافت بأنه، سواء بسبب الحرب في لبنان، أو الانتفاضات.. فمع كل دورة جديدة من الصراع، تزدهر رسائل من هذا النوع.
يُعتبر يوفال واحدا من القلائل الذين أعلنوا هويتهم. ويقول الرجل الذي يعتبر نفسه مسالما نسبيا “إننا ننفق الكثير من الطاقة ونخسر الكثير بدون أن نكسب أي شيء، بسبب الافتقار إلى الرؤية السياسية.. يجب أن تتوقف الحرب، ويجب أن نضغط على إسرائيل”.