سيكون الحزب الديمقراطي أمام مقامرة تاريخية إذا لجأ إلى نائبة الرئيس، كامالا هاريس، لخوض سباق الرئاسة، بدلاً من جو بايدن، مراهناً بذلك على قدرة هاريس ذات البشرة السمراء على التغلب على العنصرية والتمييز الجنسي وأخطائها السياسية لهزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب. على مدار تاريخ الديمقراطية في الولايات المتحدة، الذي يعود لأكثر من قرنين، لم ينتخب الأميركيون سوى رئيس أسود واحد فقط ولم ينتخبوا امرأة ذات بشرة سوداء قط، وهو ما يجعل حتى بعض الناخبين السود يتساءلون عما إذا كانت هاريس قادرة على تجاوز أصعب سقف في السياسة الأميركية.
ووفق ما ذكرته خبيرة الشؤون السياسية لاتوشا براون، فإن هاريس ستواجه تحديات كبيرة أخرى حال فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي، فعليها أن تنهي حملتها الانتخابية وتوحد الحزب والمانحين خلفها خلال ثلاثة أشهر تقريبًا فقط. ومع ذلك، يظهر اندفاع كبير من قبل بعض الديمقراطيين نحو فرصة هاريس، حيث عبر نحو 30 مشرعًا ديمقراطيًا عن مخاوفهم من خسارة بايدن في الانتخابات.
على الرغم من الثناء على هاريس ودفاعها عن بايدن، فإن بعض الديمقراطيين يشعرون بالقلق إزاء أدائها الضعيف في أول عامين لها في المنصب، والتحدي الأكبر يكمن في التاريخ الحافل بالتمييز العنصري والجنسي في الولايات المتحدة. في حين أن ترامب يواجه تأييدًا متساويًا مع هاريس ويظهر تقدمًا على بايدن في بعض الاستطلاعات، إلا أنها تحظى بتأييد أعلى من معدلات تأييد بايدن.
لذلك، يظل السباق الرئاسي الأميركي مثيرًا للاهتمام ومحفوفًا بالتحديات، حيث يبدو أن ترشح كامالا هاريس يعكس تحديات كبيرة تتمثل في تجاوز التمييز العنصري والجنسي، وإثبات قدرتها على قيادة البلاد بفعالية ونجاح في ظل الظروف الراهنة التي تعصف بالعالم.