أثار الاجتماع الاستثنائي للحكومة الصومالية لإقرار اتفاقية دفاعية مع مصر تساؤلات وردود فعل حول توقيت الاجتماع وتأثير الاتفاقية على منطقة القرن الأفريقي، التي أصبحت مسرحًا لصراع دولي على النفوذ.
الاتفاقية بين مصر والصومال تمثل خطوة استراتيجية لاحتواء توسع إثيوبيا وتوازن النفوذ التركي في المنطقة. وتهدف الاتفاقية إلى دعم وتدريب الجيش الصومالي في مواجهة التهديدات الإرهابية، وتعزيز العلاقات بين البلدين لتحقيق الأمن القومي.
تأتي هذه الاتفاقية بعد توقيع إقليم “أرض الصومال” مذكرة تفاهم مع إثيوبيا، الأمر الذي رفضته مصر ومقديشو. وتعتبر مصر أن الصومال تلعب دورًا حيويًا في الملاحة بالبحر الأحمر نظرًا لموقعها الاستراتيجي.
من جانبها، تعتبر مصر هذه الاتفاقية رسالة غير مباشرة لإثيوبيا بعد اتفاقها مع “أرض الصومال” ومساعيها لإقامة قاعدة عسكرية هناك. وتسعى مصر لتحقيق توازن النفوذ في المنطقة، وتعزيز علاقاتها مع دول القرن الأفريقي.
من المتوقع أن تستخدم مصر مواردها في تدريب الجيش الصومالي وتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين. يهدف ذلك إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال ودحر التهديدات الإرهابية، التي تؤثر على الأمن القومي المصري.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذا الاتفاق خطوة هامة في ظل تصاعد الصراعات في منطقة القرن الأفريقي، حيث تسعى مصر لتعزيز حضورها وتأكيد دورها في المنطقة. ومن المتوقع أن يواجه الحضور المصري ردود فعل من إثيوبيا، خاصة في ظل الخلافات حول سد النهضة.
بشكل عام، تعتبر هذه الاتفاقية خطوة إيجابية نحو تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون بين مصر والصومال في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجههما.