هل يطيل نتنياهو مدة الحرب على غزة؟
هناك العديد من المحللين والمتابعين للأحداث الإسرائيلية يربطون تعنت بنيامين نتنياهو في عدم وقف الحرب في قطاع غزة بمخاوفه من مستقبله السياسي. يعتقدون أن وقف الحرب قد يؤدي إلى انهيار حكومته وتحمله مسؤولية الفشل في السابق.
على الرغم من أن هذا التحليل يبدو معقولًا في بعض الجوانب، إلا أنه لا يفسر تمسك نتنياهو بمواصلة الحرب حتى الآن. فالحرب تبدو عبثية من الناحية العسكرية وقد أثارت الكثير من الانتقادات الدولية بسبب انتهاكاتها الجسيمة للقوانين والأعراف الدولية.
يبدو أن نتنياهو يحاول بطرق مختلفة إظهار نفسه كزعيم قوي وفعّال، قادر على مواجهة التحديات المختلفة التي تواجهه. ومع ذلك، البيئة السياسية المحيطة به لا تبدو وكأنها تضع ضغطًا كبيرًا عليه لوقف الحرب.
البيئة الداخلية الإسرائيلية تظل غير ضاغطة بما يكفي على نتنياهو لوقف الحرب، حيث يحتفظ بتأييد الاغلبية في الكنيست ويتمتع بدعم الجيش والمؤسسات الأمنية. ومع ذلك، الجمهور الصهيوني قد يكون العامل الوحيد القادر على فرض ضغط عليه لوقف الحرب.
من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تظل شريكًا مهمًا في العدوان على غزة، مما يضمن لنتنياهو استمرار الدعم الأمريكي لكيانه. هذا الدعم الأمريكي يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز موقف نتنياهو وإستمراريته في سياسته.
في النهاية، يبدو أن نتنياهو لا يواجه ضغوطًا كافية لوقف الحرب على غزة، وأن العوامل السياسية المحيطة به تساهم في استمرار هذا الصراع. الأمر يتطلب تدخل دولي أكبر وضغوط دولية أشد لإيقاف الدمار في غزة وإنهاء المعاناة الإنسانية هناك.