عندما يصعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المنصة في مجلس النواب لإلقاء خطابه، لن يكون المنظر الذي نعتاد عليه، حيث سيغيب كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة المحتملة لرئاسة البلاد، عن الحضور بسبب “ارتباطات أخرى” وفقًا لمكتبها.
هذا الغياب يثير تساؤلات حول الأسباب والدلالات، خاصة في ظل التوترات السياسية بين نتنياهو والإدارة الديمقراطية. وعلى الرغم من تأكيد مكتب هاريس على تعهدها لأمن إسرائيل، إلا أن لهجتها المختلفة عن البيت الأبيض الحالي أثارت التساؤلات.
المسؤول السابق في وزارة الخارجية، جون الترمان، يشير إلى أن التوترات الطويلة بين نتنياهو والديمقراطيين تجعل من غياب هاريس أمرًا متوقعًا. وقد أدى هذا التوتر إلى مقاطعة أكثر من 100 مشرع للخطاب، مما يعكس التنوع والتشدد في الردود.
بسبب غياب هاريس، تظهر مشكلة التراتبية في منصبها، حيث رفض العديد من الشخصيات البارزة الحضور بسبب الحرب في غزة. وهذا يترك السيناتور بنجامين كاردن، الداعم الشرس لإسرائيل، في موقع تمثيلي هام أثناء كلمة نتنياهو.
القرار الذكي انتخابيًا لهاريس بعدم الحضور يثير تحليلات حول سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. وفي الوقت نفسه، يجدد الدعم الأميركي لإسرائيل ويؤكد على أهمية حل النزاع بشكل يضمن الأمن للجانبين.
توازن هاريس بين الشق التقليدي والجناح الأكثر تقدمًا في حزبها يظهر رغبتها في مسار مستقل، مع الحفاظ على التزامها بأمن إسرائيل. ورغم توجهها النقدي لإسرائيل في الحرب، يتوقع الكثيرون ثبات لهجتها ومقاربتها تجاه القضية الفلسطينية.
بينما يستعد نتنياهو لخطابه في الكونغرس، يثير إصراره على المضي قدمًا تساؤلات حول دوافعه واهتماماته. وفي ظل حشد القوات الأمنية والاستعدادات لمظاهرات متوقعة، يظل الجميع في انتظار ما ستسفر عنه هذه الزيارة من تطورات وتأثيرات.