news-23072024-094844

عندما يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وراء المنصة في مجلس النواب لإلقاء خطابه، يوم الأربعاء، فإن المشهد لن يكون كما كان في الخطابات السابقة. حيث ستكون الغيابات أكثر بروزاً هذه المرة، خاصة غياب كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة، والتي ستغيب عن الحضور بسبب “ارتباطات أخرى” وفقًا لمكتبها.

يعتبر هذا الغياب مهمًا جدًا، خاصة في ظل التوترات السياسية الراهنة في الولايات المتحدة، وقد أثارت لهجة هاريس المختلفة عن اللهجة الرسمية للإدارة الحالية بخصوص الحرب في غزة تساؤلات واستفسارات حول أسباب غيابها. إذ يشير خبراء إلى أن التوترات بين نتنياهو والإدارات الديمقراطية السابقة تعود لسنوات طويلة، والتي تزيد من تعقيد العلاقة بينهما.

ومن جانب آخر، فإن غياب هاريس يثير مشكلة التراتبية حول من يجلس في موقعها خلال كلمة نتنياهو، حيث رفضت أيضًا السيناتورة الديمقراطية باتي موراي الحضور بسبب الأحداث في غزة، مما يجعل الديمقراطيين في حيرة بشأن من سيمثلهم في هذه المناسبة البروتوكولية.

من المهم أن نفهم دلالات الغيابات في هذا السياق، حيث يعتبر القرارات السياسية المتخذة بعناية من قبل كل طرف بناءً على اعتبارات داخلية وخارجية. وبالتالي، يبدو أن هذا الغياب يعكس استراتيجية هاريس في محاولة لتوفيق بين مواقف الحزب الديمقراطي التقليدية والجناح التقدمي الذي ينتقد سياسات نتنياهو. ومن المتوقع أن تستمر هذه المواقف المستقلة والحادة تجاه إسرائيل، والتي قد تختلف عن توجهات الإدارة الحالية.

وفي النهاية، يبدو أن الخيارات المتاحة لتمثيل الديمقراطيين في الحضور تعكس تنوع الآراء داخل الحزب بشأن السياسات الخارجية، ويعتبر ذلك تحديًا للحفاظ على وحدة الموقف الديمقراطي تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.