تعاني العالم بشكل عام من تحديات هائلة في مواجهة الجوع وانعدام الأمن الغذائي، حيث واجه حوالي 733 مليون شخص الجوع في العام الماضي وهذا يعادل واحدا من كل أحد عشر شخصا على مستوى العالم. وفقا لتقرير صدر مؤخرا من خمس وكالات متخصصة تابعة للأمم المتحدة.
التقرير الذي صدر هذا العام حذر من أن العالم يتأخر بشكل كبير في تحقيق هدف التنمية المستدامة الثاني وهو القضاء على الجوع بحلول عام 2030. حيث تراجع العالم بشكل كبير إلى الوراء، مع مستويات من نقص التغذية مشابهة لتلك التي شهدتها في الفترة بين عامي 2008 و 2009.
على الرغم من بعض التقدم في بعض المجالات مثل التقزم والرضاعة الطبيعية الحصرية، إلا أن عدد كبير من الأشخاص لا يزالون يواجهون انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بزيادة مستويات الجوع في العالم.
حذر مدير شعبة اقتصاديات الأغذية الزراعية في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة من أن انعدام الأمن الغذائي يرتبط بشكل جوهري بأوجه عدم المساواة وأن الأوضاع الاقتصادية العالمية وأزمة الديون تلعبان دورا حاسما في تفاقم مشكلة الجوع.
وأشار إلى أن البلدان الأكثر تأثرا بزيادة معدلات الجوع هي تلك التي تواجه النزاعات والصدمات المناخية والتباطؤ الاقتصادي وارتفاع مستوى عدم المساواة. ومن بين هذه البلدان اليمن وسوريا والعراق.
على الرغم من أن الدول العربية تعاني بشكل كبير من زيادة الجوع، فإن بعض الدول مثل دول مجلس التعاون الخليجي تعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز مستويات الأمن الغذائي من خلال التنويع الاقتصادي وتعزيز القدرة على الاعتماد على مصادر متنوعة للإمدادات الغذائية.
من المهم أن تتبع الحكومات آليات مناسبة لتحسين الأمن الغذائي، وأن تستثمر في شبكات الأمان الاجتماعي وتقوم بتغييرات هيكلية في نظم الأغذية الزراعية لجعلها أكثر مرونة وعدالة. ويجب على صانعي السياسات تحديد أولويات واضحة وتنفيذ استراتيجيات منسقة ومنظمة من أجل تحقيق تقدم في مجال الأمن الغذائي والحد من الجوع في العالم.