تحدثت السيدة السودانية “م-ن” عن معاناتها في جزيرة توتي حيث توفي العديد من الأشخاص بسبب نقص الدواء. وأشارت إلى صعوبة الحصول على الطعام والمياه في الجزيرة، وكيف أن السكان عاشوا لأكثر من عام في ظل انقطاع التيار الكهربائي والمياه والاتصالات. وأكدت أن قوات الدعم السريع منعت نقل البضائع والخضروات إلى توتي ومنعت الناس من جلب المياه من النيل.
مجموعة من المواطنين في جزيرة توتي قرروا مغادرة الجزيرة بعد دفع رسوم بلغت قيمتها مليار جنيه سوداني، التي تفرضها قوات الدعم السريع المتواجدة هناك. وأكدت السيدة “م-ن” أنه لا يمكن لأي شخص مغادرة الجزيرة دون دفع هذه الرسوم المالية التي تصل إلى مبالغ كبيرة. وأوضحت أن هناك رسوم بوابة ورسوم عبور ورسوم تُدفع عند كل ارتكاز لقوات الدعم السريع.
بحسب شهادات مواطنين في توتي، تختلف قيمة الرسوم المالية التي تُفرضها قوات الدعم السريع من 800 ألف جنيه إلى مليار جنيه، مع إضافة رسوم العبور والارتكازات التابعة للدعم السريع. ولمغادرة الجزيرة، يتوجب على الأسر دفع مبالغ تتراوح بين 500 ألف جنيه إلى مليار جنيه، وقد يتم منعهم من الخروج بعد دفع هذه الرسوم.
وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، تقوم قوات الدعم السريع بأعمال نهب واعتقالات وقتل، مما يزيد من معاناة السكان. ولا يوجد إحصائية دقيقة لعدد الوفيات جراء الحصار على الجزيرة، لكن يُقدر عدد الوفيات بسبب الأمراض ونقص الأدوية بأكثر من 100 حالة وفاة.
تعاني جزيرة توتي من حصار قاسي منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث قامت قوات الدعم السريع بإغلاق جسر توتي الوحيد الذي يربط الجزيرة بالعاصمة، مما قيد حركة المرور ومنع وصول السلع الأساسية والدواء. وقد أدى هذا الحصار إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في الجزيرة، مع ارتفاع عدد الوفيات ونقص الخدمات الضرورية.
في يونيو 2023، أكدت الأمم المتحدة أن هناك 42 ألف شخص عالقين في جزيرة توتي دون الحصول على الرعاية الصحية اللازمة. وشهدت المنطقة موجة نزوح حيث خرجت عدد من الأسر من الجزيرة بحثًا عن حياة أفضل في مدينة أم درمان.
بالإضافة إلى ذلك، تم توثيق أنماط مقلقة لانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، مع تقدير وفاة آلاف الأشخاص جراء القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع. ويظل السكان في جزيرة توتي يعانون من الحصار والنقص في الخدمات الأساسية، مما يجعل وضعهم صعبًا ويستدعي تدخلًا عاجلا لتحسين ظروفهم.