سجن أوفادان-ديبي: مأساة السجناء في قلب التلة الخلابة
يقع سجن أوفادان-ديبي في صحراء كاراكوم بتركمانستان، وهو يعتبر من أكثر السجون سرية في البلاد. تم إنشاء هذا السجن بين عامي 2002 و2008 لعزل المعارضين السياسيين والمسؤولين رفيعي المستوى المتورطين بقضايا فساد. يقع السجن على بعد 70 كيلومترا شمال غرب مدينة عشق آباد، عاصمة تركمانستان، في منطقة منخفضة محاطة بالتلال، مما يجعله مكانًا منعزلا عن العالم الخارجي.
تصميم السجن
يتكون السجن من 6 كتل خرسانية مسلحة، تضم كل منها 26 زنزانة. كل جناح يحتوي على زنازين بأحجام مختلفة، مع سقوف تجعل من الصعب رؤية تفاصيلها من الداخل. يتم رصد السجن من الأقمار الصناعية، مما يظهر وجود خندق خارجي ونقاط تفتيش وسياج مزدوج يحيط به للسيطرة على الدخول والخروج.
زنازين حدباء
من اللافت في هذا السجن وجود ما يسمى بالزنازين الحدباء، وهي غرف خالية من النوافذ تجبر السجناء على الجلوس القرفصاء طوال الوقت. يعتبر هذا التصميم فظيعًا ومؤلمًا للسجناء الذين يعانون من ظروف قاسية داخل السجن.
عذاب الشتاء والصيف
تتراوح درجات الحرارة في صحراء كاراكوم بين 50 درجة مئوية في فصل الصيف و20 تحت الصفر في الشتاء. وبسبب عدم وجود تكييف في الزنازين وعدم فعالية التدفئة، يعيش السجناء في ظروف قاسية تجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض والتعب.
العزلة التامة
يتم إبقاء السجناء في أوفادان-ديبي معزولين تمامًا عن العالم الخارجي، حيث يحظر عليهم استخدام الإنترنت أو قراءة الصحف أو مشاهدة التلفزيون. كما يتعرض السجناء لأشكال وحشية من التعذيب كالضرب والصدمات الكهربائية، مما يجعل حياتهم داخل السجن جحيمًا لا يُطاق.
أماكن دفن الرماد
بعد وفاة السجناء في أوفادان-ديبي، يتم دفن الرماد في باحات السجن بشكل سري وفي مكان غير معروف، دون إعلام أقاربهم بمصيرهم. هذا يضيف لمأساة السجناء ولعذابهم النفسي داخل هذا السجن المرعب.
الأوضاع الصحية
تعاني السجزناء في أوفادان-ديبي من ظروف صحية سيئة بسبب تعذيبهم وسوء الرعاية الطبية داخل السجن. وفقًا لمنظمة “هلسنكي التركمانية لحقوق الإنسان”، فإن السجناء يعيشون في زنازين مزدحمة بأعداد كبيرة، مما يجعلهم عرضة للأمراض والإصابات دون وجود رعاية طبية كافية. يجب أن يتم التدخل العاجل لتحسين الأوضاع الصحية في هذا السجن وتوفير الرعاية اللازمة للسجناء.
التعذيب النفسي
تعتبر العزلة التامة وحظر التواصل مع العالم الخارجي أشكالًا من أشكال التعذيب النفسي. يعاني السجناء داخل أوفادان-ديبي من عدم القدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين، مما يجعلهم يعيشون في حالة من العزلة واليأس. يجب أن يتم تغيير هذه السياسات القاسية التي تهدد حياة السجناء داخل هذا السجن.
مطالب الجمعيات الحقوقية
تطالب الجمعيات الحقوقية المحلية والدولية بالسماح للمراقبين الدوليين ووفود اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة سجن أوفادان-ديبي والتحقق من الأوضاع داخله. يجب أن يتم فتح باب التفتيش والمراقبة للتحقق من سلامة السجناء وضمان حقوقهم الإنسانية.
الحاجة للتدخل الدولي
من الضروري أن تتدخل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان والمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان داخل سجن أوفادان-ديبي. يجب أن يتم محاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال القاسية وتحقيق العدالة للضحايا.
نهاية المعاناة
يجب أن تنتهي معاناة السجناء داخل أوفادان-ديبي، ويجب أن تتخذ الحكومة القرارات اللازمة لتحسين الأوضاع داخل السجن وضمان حقوق السجناء. يجب أن يكون العدل والإنسانية هما الأساس في معاملة السجناء، ويجب أن يكون الهدف الأسمى هو تحقيق العدالة وإعادة الكرامة للذين يعانون داخل هذا السجن المروع.