معركة الإعلانات والواقع في غزة
قد يكون الإعلان عن الخسائر العسكرية أمرًا مهمًا خلال الحروب والصراعات، ولكن في بعض الأحيان، تكون الواقعية أكثر أهمية. وهذا بالضبط ما يقوم به اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والإستراتيجي، عندما يشير إلى أن خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة تفوق بكثير ما يعلنه الجيش.
في تحليله للمشهد العسكري في غزة، أوضح الدويري أن هناك تصنيفات مختلفة لقتلى جيش الاحتلال في القطاع، وهذا يعود إلى عدة أسباب. فمن الواضح أن هناك آلاف المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب الجيش الإسرائيلي، وهؤلاء لا يُحتسبون كقتلى بسبب نظام التعاقد الذي يتيح لهم رواتب ومكافآت مالية.
وفي المقابل، يُحتسب الجنود اليهود الذين يعيشون داخل إسرائيل، بالإضافة إلى العرب والدروز المنخرطين في الجيش، ضمن قوائم القتلى بسبب بعض الامتيازات التي يحصلون عليها بعد الوفاة. وهذا يظهر الفجوة الواضحة بين الإعلانات والواقع فيما يتعلق بعدد القتلى في جيش الاحتلال.
تحليل الوضع العسكري في غزة
منذ بداية الحرب على قطاع غزة، تمكنت فصائل المقاومة من تنفيذ عمليات نوعية تستهدف الجيش الإسرائيلي والآليات العسكرية بفعالية. وقد تم توثيق هذه العمليات من خلال الفيديوهات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يعكس القدرة الفائقة للمقاومة على تحقيق الأهداف المرسومة.
وتعتبر عمليات الاستهداف بالقذائف المضادة للدروع والعبوات الناسفة والقذائف المضادة للأفراد من أبرز الطرق التي تستخدمها المقاومة في مواجهة الاحتلال. كما تقوم الفصائل بتنفيذ كمائن مركبة ناجحة وعمليات إغارة مدروسة على مناطق تواجد قوات الاحتلال، مما يجعل الميدان العسكري في غزة شديد الحرارة والتوتر.
التحديات والتطورات في الميدان العسكري
تعد عمليات المقاومة ضد الاحتلال تحديًا كبيرًا، خاصة مع التقنيات الحديثة التي يمتلكها الاحتلال. ومع ذلك، فإن القدرة على التكيف والتطور تعتبر أحد أسباب نجاح المقاومة في مواجهة القوة العسكرية الهائلة لإسرائيل.
من المهم أن نفهم أن الصراع العسكري في غزة ليس مجرد صراع بين جيشين، بل هو صراع بين القوة والعزيمة. وبفضل العزيمة الصلبة لأفراد المقاومة واستعدادهم للتضحية، تستطيع غزة مواجهة التحديات بكل قوة وإصرار.
ومع استمرار القتال وتصاعد حدة الصراع، يبقى السؤال حول ما إذا كانت الإعلانات الرسمية تعكس الواقعية الكاملة للأحداث على الأرض. ورغم أن الأرقام قد تكون مفادها مختلفًا، إلا أن الحقيقة الواضحة هي أن المقاومة في غزة تمتلك القوة والإرادة اللازمة لمواجهة أي تحدي قد يطرأ على طريقها.