news-01092024-111731

تأثير الحظر على مربي الأسود في جنوب أفريقيا

أدى تخلص جنوب أفريقيا تدريجيًا من تربية الطرائد الكبيرة في الحظائر الخاصة وحظر استخدام الأسود لتحقيق مكاسب تجارية إلى شعور بعض مربي هذه القطط الكبيرة بالقلق بشأن آفاق أعمالهم. ورغم القلق الذي ينتابهم، إلا أن هناك من يرون في هذا الإجراء خطوة إيجابية نحو حماية الحياة البرية والحفاظ على توازن النظام الإيكولوجي.

توصيات الفريق الوزاري وتنفيذ الحكومة

في ديسمبر/كانون الأول 2022، أوصى فريق عمل وزاري عينته وزيرة البيئة السابقة باربرا كريسي بإغلاق قطاع تربية الأسود في جنوب أفريقيا. وعلى الرغم من أن الحكومة نفذت هذه التوصيات في أبريل/نيسان الماضي، إلا أنها لم تحدد موعدًا نهائيًا لسريان القرار. ومنذ تولي الرئيس سيريل رامافوزا لحكومة وحدة، لم تطرأ أي تغييرات على الخطط المتعلقة بتربية الأسود في البلاد.

يوجد في جنوب أفريقيا أكثر من 8 آلاف أسد يعيشون في الحظائر الخاصة، وهو أكبر عدد من الأسود الأسيرة في العالم، ويتجاوز عدد الأسود البرية في البلاد. هذا العدد الهائل يجعل قرار حظر تربية الأسود يشكل تحديًا كبيرًا لأصحاب الحظائر والمربين الذين يعتمدون على هذه القطط الكبيرة كمصدر رزق لهم.

آثار الحظر على مربي الأسود

يعبر الباحث يلي لو رو، مالك نزل الألعاب والتكاثر الاصطناعي للحياة البرية، عن قلقه بشأن تأثير الحظر على أعماله. منذ عام 2006، يشارك نزل الألعاب في أبحاث الإنجاب الاصطناعي مع جامعات محلية ودولية، وفي عام 2017 نجح في إنتاج أول أشبال بالتلقيح الاصطناعي. ورغم أن هذا النوع من الأبحاث يعتبر مهماً لحفظ تنوع الكائنات الحية والأنواع المهددة بالانقراض، إلا أن تنفيذ الحظر يهدد بوقف تلك الأبحاث.

إدارة حظيرة لو رو تسمح للسائحين بالمشاركة في جولات تعليمية مع الأسود، وهذا يساهم في دفع رواتب موظفيها وتمويل منشأتها البحثية. ومن جانبه، يشير مربي الحيوانات أسيني سنادي إلى أن توقف تربية الأسود سيؤثر على مصدر رزقه، حيث يعتمد على هذا النشاط كوسيلة للعيش وتوفير الرعاية لأسرته.

تحفيز مربي الأسود للتخلي عن الصناعة

تشجع توصيات الوزارة أصحاب مرافق التربية على ترك الصناعة طوعًا عن طريق القتل الرحيم أو تعقيم الحيوانات، أو تسليمها إلى الحكومة لإطلاق سراحها في البرية، أو نقلها إلى المحميات. وفي هذا السياق، تعتبر مديرة منظمة رعاية الحيوان فور بوز في جنوب أفريقيا فيونا مايلز أن منظمات الحفاظ على البيئة يمكنها إعادة تخصيص الأموال والموارد الموجهة حاليًا نحو صناعة تربية الحيوانات في الأسر لدعم جهود الحفاظ الحقيقية.

تشير مايلز إلى أن المجتمعات المحيطة بمحميات الحياة البرية والمتنزهات الوطنية يمكن أن تشهد مكاسب اقتصادية إذا زادت السياحة، مما يعزز الاهتمام بحماية البيئة والحياة البرية في المنطقة. يعتبر هذا النقل من التربية الاصطناعية إلى محميات البرية خطوة إيجابية نحو تعزيز التوازن البيئي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.

استدامة الحفاظ على الحياة البرية

يجب أن تكون خطوة تحظر تربية الأسود في جنوب أفريقيا جزءًا من جهود أوسع للحفاظ على التنوع البيولوجي والحياة البرية في البلاد. ينبغي على الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني العمل سويًا من أجل تطوير استراتيجيات جديدة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض والحفاظ على البيئة الطبيعية.

إلى جانب ذلك، ينبغي تقديم الدعم المالي والتقني لأصحاب الحظائر الذين يتأثرون بتنفيذ الحظر، بحيث يمكنهم الانتقال إلى أنشطة أخرى تحافظ على مصادر رزقهم وتسهم في الحفاظ على الحياة البرية. من خلال تبني استراتيجيات جديدة ودعم الابتكار والاستدامة، يمكن أن تكون جنوب أفريقيا قدوة في مجال حفظ الحياة البرية وتعزيز التوازن البيئي في المنطقة.

باختصار، يعتبر تحظير الأسود في جنوب أفريقيا قضية تتطلب اهتمامًا وتدخلًا فوريًا لضمان استدامة الحفاظ على الحياة البرية وتعزيز التوازن البيئي في البلاد. يجب على الجميع العمل معًا من أجل تحقيق هذه الأهداف وضمان وجود بيئة صحية ومستدامة للأجيال الحالية والمستقبلية.