news-10092024-204809

بعنوان: رحلة الهروب من التجنيد في أوكرانيا: كيفية تجنب الخدمة العسكرية في أوكرانيا

رغم التوغل الأوكراني المفاجئ في كورسك الروسية الشهر الماضي، يبدو أن العديد من الأوكرانيين لا يتوقعون تغييرًا كبيرًا في موازين الحرب. لذلك، اختار آلاف منهم الفرار إلى دول الجوار بهدف تجنب التجنيد الإجباري في رحلة محفوفة بالمخاطر.

بعد رحلة شاقة، نجحت مجموعة من الأوكرانيين في عبور الحدود إلى رومانيا، حيث تمكنوا من تجنب التجنيد الإجباري والاحتجاز من قبل حرس الحدود. ورغم المخاطر التي واجهوها، فإنهم لم يبديوا أي ندم على قرارهم.

إيفغيني، البالغ من العمر 20 عامًا، يعبر عن تفهمه لحجم الخطر، ولكنه يشير إلى أن السلطات تبالغ في تضخيمه لترهيب الناس. بعد فشله في محاولته الأولى للهروب، نجح في الثانية بعد عبور الحدود بمعية صديقيه دانيال ودانيلو.

تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية يشير إلى أن حوالي 44 ألف أوكراني قد فروا منذ بداية الحرب في فبراير 2022 إلى رومانيا ومولدافيا، بالإضافة إلى سلوفاكيا، بهدف تجنب التجنيد الإجباري والقوانين التي تمنع المغادرة للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا.

مع تزايد أعداد الفارين، ارتفعت السلطات الأوكرانية سن التجنيد من 27 إلى 25 عامًا، مما دفع بالمزيد من الشباب إلى الهروب إلى دول الجوار.

الهروب إلى رومانيا أصبح خيارًا شائعًا بين الأوكرانيين، حيث توفر نقطة عبور سيغيتو مارماتيي خدمات هجرة سريعة ووثائق حماية مؤقتة للفارين. هذا الأمر سمح للعديد منهم بالحصول على حق الإقامة والعمل كلاجئين أوكرانيين في الاتحاد الأوروبي.

على الرغم من الجهود التي تبذلها قوات الحدود الرومانية لمنع الهجرة غير القانونية، إلا أن عدد الأوكرانيين الذين عبروا الحدود بشكل غير شرعي ارتفع بشكل كبير، مما دفع بالسلطات إلى تشديد الرقابة والمراقبة.

تمتد الحدود الأوكرانية الرومانية على مسافة طويلة تبلغ 430 كيلومترًا، وتستخدم رومانيا تقنيات حديثة مثل الطائرات بدون طيار والكاميرات الحرارية لمراقبة الحدود. ورغم ذلك، فإن بعض الفارين يفضلون الموت في الجبال على الاحتمالية الكبيرة للقتل في القتال.

تجدر الإشارة إلى أن الهروب من التجنيد الإجباري ليس مسألة بسيطة، بل يتطلب شجاعة وتحمل المخاطر. ورغم ذلك، فإن العديد من الأوكرانيين يعتبرون هذه الرحلة تستحق العناء، خاصة مع تصاعد التوترات والصراعات في بلادهم.

بالنظر إلى التطورات الأخيرة في أوكرانيا وروسيا، يبدو أن الأوضاع لن تهدأ قريبًا، مما يجعل الهروب إلى دول الجوار خيارًا مغريًا للكثيرين. ورغم المخاطر، فإن العديد من الشباب يفضلون الهروب من الخدمة العسكرية والتجنيد الإجباري بدلاً من المواجهة المباشرة مع أخطار الحرب.

إن القرار بالفرار من التجنيد في أوكرانيا يظل قرارًا شخصيًا صعبًا، ولكنه يعكس الظروف الصعبة التي يعيشها الشباب الأوكراني في ظل الصراعات المستمرة في المنطقة. ورغم التحديات، فإن البحث عن الأمان والحرية يظل هدفًا مشروعًا للكثيرين، وربما يكون الهروب إلى دول الجوار هو الخيار الوحيد المتاح في ظل الظروف الراهنة.