بوصفه مسؤولا عن تحويل الخلايا المناعية إلى خلايا ضارة تعزز نمو السرطان، كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة روتشستر الطبية في الولايات المتحدة عن جزيء رئيسي يمكنه إعادة برمجة الخلايا المناعية التي تحمي الجسم عادة من العدوى والسرطان. تم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة “بي إن إيه إس (PNAS)” في أغسطس الماضي، وقد أكد الدكتور مينسو كيم، المؤلف المشارك للدراسة، أهمية فهم سلوك هذه الخلايا المناعية المؤيدة للورم كونها تمثل أهدافا محتملة للعلاجات التي تستهدف منع نشاطها الضار.
عامل المنشط للصفائح الدموية
وخلال الدراسة، تم التركيز على العامل المنشط للصفائح الدموية “بي إيه إف” (PAF)، الذي يعتبر جزيءا رئيسيا في تحكم مصير الخلايا المناعية. يعمل هذا العامل على تحفيز تجمع الصفائح الدموية وتوسيع الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى حدوث التهابات شديدة في الجسم. وقد وُجد أن السرطانات والأمراض الالتهابية الأخرى تعتمد بشكل كبير على إشارات العامل المنشط للصفائح الدموية، مما يشير إلى أهمية فهم دوره في تطور هذه الأمراض.
التأثير على الجهاز المناعي
إضافة إلى تأثيره على تحويل الخلايا المناعية إلى خلايا ضارة، يقوم العامل المنشط للصفائح الدموية أيضا بتثبيط قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الأمراض. وهذا يعني أنه ليس فقط يدعم نمو السرطان، بل يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض المختلفة. من الجدير بالذكر أن العديد من أنواع السرطان تعتمد على إشارات العامل المنشط للصفائح الدموية للبقاء على قيد الحياة والتكاثر.
التداول العلاجي
يعتبر فهم دور العامل المنشط للصفائح الدموية أمرا حيويا لتطوير علاجات فعالة لمكافحة السرطان. وفي هذا السياق، يشير الدكتور كيم إلى أهمية البحث المستمر لتطوير علاجات قادرة على التدخل في عمل هذا الجزيء الرئيسي. وبالتالي، قد يكون هذا الاكتشاف الجديد خطوة مهمة نحو إيجاد علاجات مبتكرة تعمل على تقويض تأثيرات العامل المنشط للصفائح الدموية وتحسين استجابة الجهاز المناعي ضد السرطان.
باختصار، تظهر الدراسة الجديدة من جامعة روتشستر الطبية أهمية فهم دور العامل المنشط للصفائح الدموية في تحويل الخلايا المناعية إلى خلايا ضارة تعزز نمو السرطان، وتسلط الضوء على أهمية البحث المستمر لتطوير علاجات جديدة تستهدف هذا الجزيء وتحسن استجابة الجهاز المناعي في مكافحة الأمراض.