بث الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يكشف عن تفاصيل استخدام القنابل الخارقة للتحصينات في هجوم أسفر عن مقتل الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، ليلة الجمعة الماضية. ووفقًا لخبراء الذخائر وتحليل لصحيفة «نيويورك تايمز»، كانت الطائرات المستخدمة تحمل قنابل تزن 2000 رطل.
تفاصيل الهجوم
الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي يظهر وجود 8 طائرات مزودة بـ15 قنبلة تزن 2000 رطل، بما في ذلك قنابل «بي إل يو – 109» المصنعة في الولايات المتحدة بالتعاون مع مجموعة «جي دام». وقد أكد تريفور بول، الخبير السابق في الجيش الأميركي، أن هذه القنابل الخارقة للتحصينات قادرة على اختراق التربة قبل الانفجار.
وفي تحليلهم، أشار ويس براينت وبول إلى أن الاستخدام المبديء لمثل هذه القنابل كان متوقعًا من قبل إسرائيل، خاصةً في هجوم على مقر «حزب الله» تحت الأرض. ويُعتبر استخدام هذه القنابل تحدٍ كبيرًا في الأوساط العسكرية، حيث تظهر فعاليتها في تدمير الأهداف المحصنة بشكل كبير.
تداعيات الهجوم
وفي أعقاب الهجوم، أوقفت إدارة بايدن شحنة قنابل مماثلة إلى إسرائيل في مايو (أيار) الماضي، بسبب مخاوف من تأثيرها على سلامة المدنيين في غزة. وتعد هذه القنابل الخارقة للتحصينات من الأسلحة القوية التي تستخدم في الحروب الحديثة لتحقيق أهداف عسكرية بدقة.
وفي ضوء الأحداث، تم تدمير مبان سكنية عدة في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث يظهر التحليل الذي أجرته «نيويورك تايمز» أن القنابل التي تزن 2000 رطل تسببت في دمار كبير في المنطقة. وهذا يعكس مدى قوة وخطورة استخدام مثل هذه الأسلحة في النزاعات العسكرية.
التطورات الأخيرة
وتأتي هذه الهجمات في إطار التوترات المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله»، حيث يتبادلان الهجمات عبر الحدود بشكل متكرر. وبعد قرابة عام من إطلاق «إسناد»، الجبهة الجديدة لـ«حماس»، في جنوب لبنان ضد إسرائيل، جاءت الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل نصر الله كضربة قوية للجماعة الشيعية.
وفي مواجهة هذه التطورات، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن سقوط 33 قتيلاً على الأقل وأكثر من 195 جريحًا جراء الضربات الجوية التي تعرضت لها الضاحية الجنوبية لبيروت. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ تحت الأنقاض.
هذه الأحداث تجسد حجم الصراعات الإقليمية والتوترات السياسية التي تعصف بالمنطقة، وتبرز الحاجة الملحة للحوار والتفاوض لحل النزاعات بشكل سلمي وبناء.