news-09102024-061355

ألقى الصباح خيوطا واهنة فوق مصنع هندوستان للطائرات في بنغالور، جنوب العاصمة الهندية دلهي. كانت شمس السادس من فبراير/شباط 1959 لا تزال أسفل خط الأفق، ورغم ذلك، دبت حركة استثنائية في أرجاء المصنع، استعدادا لزيارة رئيس وزراء الهند آنذاك، جواهر لال نهرو، الذي شق طريقه فور وصوله نحو حظيرة تجميع الطائرات، ثم طلب رؤية “الآلة الجديدة”.
قال نهرو: “على الرغم من ضيق وقتي فإنني انتهزت الفرصة لإلقاء نظرة على عملك”. كان نهرو يوجّه الكلام إلى كورت تانك الذي وقف في صدارة مستقبليه وأجابه قائلا: “بكل سرور”.
“الآلة” المقصودة هي مقاتلة “ماروت” النفاثة (HF-24 Marut)، التي أنتجتها الهند خلال ستينيات القرن الماضي، أما تانك فهو مهندس طيران ألماني الأصل لُقِّب “الأستاذ” نظرا لبراعته، حيث قاد قسم التصميم في شركة “فوكه وولف” الألمانية، التي كانت مسؤولة عن تصميم العديد من الطائرات المتميزة في سلاح الجو الألماني، قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها.
تابع العديد من الأشخاص تطور مشروع ماروت بحذر، ولكن كانت هناك تحديات كبيرة أمام الهند في تطوير محرك يلائم الطائرة بشكل جيد. بعد انتهاء الحرب، وجدت الهند نفسها بحاجة إلى استقلالها في مجال الطيران وتطوير صناعتها العسكرية، وكانت ماروت أحد أولى الخطوات في هذا الاتجاه.
في الستينيات، تعاونت الهند مع روسيا وفرنسا في شراء مقاتلات ميغ الروسية، مما أدى إلى توترات مع بريطانيا التي كانت تورد معداتها العسكرية إلى الهند. وقد اعتبر البعض أن مشروع ماروت كان فشلا طويل الأمد وأن الهند تعتمد بشكل كبير على التقنيات الأجنبية.
في الوقت الحالي، تسعى الهند لتطوير قدراتها الصناعية الدفاعية من خلال مبادرة “اصنع في الهند”، وتسعى لتصدير منتجاتها الدفاعية إلى العديد من الدول. وتحاول الهند بناء صناعة دفاعية متطورة لتلبية احتياجاتها الداخلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع الحيوي.
من جانبها، تعتبر الهند توطين التكنولوجيا العسكرية وتطوير الصناعات الدفاعية أمرا حيويا لتحقيق استقلالها في هذا المجال وزيادة تأثيرها في سوق الأسلحة العالمية. وتواجه الهند تحديات عدة في تطوير هذه الصناعة، لكنها تعمل بجد لتجاوز هذه العقبات وتحقيق تقدم ملموس في صناعة الأسلحة.