وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى العاصمة المصرية القاهرة، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، في أول زيارة لمسؤول إيراني كبير منذ عشر سنوات. وحسب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ستعقد الخميس مباحثات مهمة تجمع عراقجي مع المسؤولين الرفيعي المستوى في مصر. ووصل عراقجي قادما من الأردن ضمن جولة إقليمية شملت قبل ذلك زيارة كل من لبنان وسوريا والسعودية وقطر والعراق وسلطنة عمان، كما أنه سيتوجه الجمعة إلى تركيا. ووفقا لوكالة إيرنا الإيرانية، فإن جولة عراقجي تستهدف “التنسيق بين الإجراءات الرامية إلى وقف جرائم الكيان الصهيوني وتفعيل إطلاق النار في غزة ولبنان”.
وبدوره، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن زيارة نظيره الإيراني تأتي ضمن “الجهود المصرية لخفض التصعيد بالمنطقة”. وكانت إيران أطلقت في الأول من الشهر الجاري نحو 200 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل، وقالت إن ذلك يأتي انتقاما لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران في عملية نُسبت إلى إسرائيل، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله مع الجنرال في الحرس الثوري عباس نيلفروشان في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 27 سبتمبر/أيلول الماضي. ومنذ ذلك الوقت تتوعد إسرائيل بمهاجمة إيران، لكنها لم تقدم على ذلك حتى الآن.
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن زيارة عراقجي للقاهرة هي الأولى لمسؤول إيراني على هذا المستوى منذ زيارة وزير الخارجية علي أكبر صالحي في 2013 ضمن جولة أفريقية، كما أنها تأتي في ظل تقارب تشهده العلاقات بين مصر وإيران خلال الأشهر الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن نلاحظ التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وكيف تؤثر العلاقات بين الدول المختلفة على الاستقرار في المنطقة. تعتبر زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى مصر خطوة مهمة نحو تحقيق السلام والتعاون بين الدول في المنطقة. يمكن أن تسهم المحادثات المقررة بين الجانبين في إيجاد حلول دبلوماسية للقضايا العالقة وتخفيف حدة التوترات القائمة في المنطقة.
بهذه الزيارة، يمكن أن تشهد العلاقات بين مصر وإيران تحسنًا جديدًا يعزز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين. يجب أن تكون هذه الخطوة بمثابة بداية لعهد جديد من التفاهم والتعاون بين الدول العربية وإيران لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.