news-27102024-221435

في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، رحل الناقد الأدبي الأميركي البارز، فريدريك جيمسون، عن عمر يناهز 90 عامًا. وبهذا الرحيل، يختتم العالم فصلاً هاماً في تاريخ النقد الأدبي الحديث. فجيمسون كان ليس فقط ناقدًا أدبيًا، بل كان أيضًا فلسفيًا ومفكرًا نقديًا ذو تأثير هائل على الفكر النقدي والأدبي في الولايات المتحدة والعالم.

جيمسون بدأ مشواره الفكري بدراسة اللغة الفرنسية في كلية هافرفورد، قبل أن يسافر إلى أوروبا ويتعرف على أعمال مفكري ما بعد الحرب العالمية الثانية. كانت أبحاثه تركز على النظرية النقدية التي أنتجتها مدرسة فرانكفورت وأثرت عليه شخصيات مرموقة مثل جان بول سارتر وثيودور أدورنو. ورغم أن دراسته كانت تتنوع بين الفلسفة والأدب، إلا أن توجهه نحو النقد الماركسي كان واضحًا، حيث اهتم بدراسة العلاقة بين البنية الاقتصادية والثقافية.

تميزت مساهمة جيمسون بتحليله العميق للحقبة التي أصبحت تعرف بفترة “ما بعد الحداثة”. كان يعتبر الثقافة المعاصرة نتاجًا للرأسمالية المتأخرة، وقدم مقاربة جديدة لفهم الأعمال الثقافية والأدبية في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى. ورغم انتقادات بعض المنتقدين، مثل تيري إيغلتون، إلا أن جيمسون استطاع أن يبني جسرًا بين النقد الأدبي والنقد الثقافي بشكل متقن ومبتكر.

من المهم أن نذكر أن جيمسون لم يكن مجرد ناقد أدبي، بل كان أستاذًا جامعيًا ومؤلفًا معروفًا. حاول دائمًا توجيه طلابه وقراءه نحو فهم عميق للأدب والثقافة، وكتب العديد من الكتب التي تعتبر مرجعًا هامًا في مجال النقد الأدبي والفلسفة. ورغم أنه توفي، إلا أن إرثه الفكري سيبقى حيًا ومؤثرًا على الأجيال القادمة من النقاد والباحثين.

بهذا، نختم فصلاً هامًا في تاريخ النقد الأدبي الحديث، ونستعيد ذكريات ومساهمات فريدريك جيمسون، الناقد البارز الذي غيبته وفاته عن عالم الفكر والثقافة.