قبل ما يقرب من 15 عامًا، سافر الشاب المصري محمد عزيز مع أخيه أحمد إلى الخرطوم للعمل في مجال بيع الأدوات المنزلية. كانت تجارتهما مستقرة حتى اندلعت الحرب في السودان.
عندما بدأت الحرب، عاد محمد إلى مصر، لكن أحمد وبقية التجار المصريين رفضوا ترك بضائعهم وغادروا. وقبل أيام قليلة من موعد عودتهم، اقتحمت قوات الدعم السريع المنزل الذي كانوا يعيشون فيه ونهبت البضائع واحتجزتهم في مكان غير معروف.
بعد أشهر من البحث عن شقيقه، تلقى محمد اتصالًا من شاب سوداني كان محتجزًا مع أخيه، وأخبره برقم هاتف أحد العسكريين هناك. يتابع محمد الاتصال بشقيقه ويساعدهما بإرسال الأموال بشكل يحافظ على سلامتهم.
توالت نداءات الاستغاثة من أسر المحتجزين للحكومة المصرية، ورغم تأكيدات الوزارات المعنية بالقيام باللازم، يظل محمد يعبر عن قلقه على شقيقه.
في السجن، يعاني المصريون والأجانب الآخرون من ظروف قاسية. يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة، ويفتقدون الرعاية الطبية الكافية. وفقًا للناشطين، يتم احتجاز آلاف الأشخاص، معظمهم مدنيون، في ظروف غير إنسانية.
منظمات حقوق الإنسان تعرب عن قلقها إزاء معاملة المعتقلين، ويتضح أن قوات الدعم السريع تدير عدة مراكز احتجاز تستخدم لاحتجاز المعتقلين قبل نقلهم إلى مراكز دائمة.
تقدم الأسر برسائل للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية تفيد بوجود آلاف المعتقلين، وتطالب بالتدخل العاجل لحماية حقوقهم وضمان سلامتهم. تظل أسر المحتجزين في حيرة وقلق بسبب عدم معرفتهم بمكان احتجاز أقاربهم وظروفهم.