تقدمت فصائل المعارضة السورية نحو مدينة حلب بعد السيطرة على بلدة خان العسل الاستراتيجية، وهذه البلدة تعتبر بوابة مدينة حلب. وبفضل هذا التقدم، تم قطع الخط الدولي “M5” الذي يعد الشريان الرئيسي لحلب.
يمر من بلدة خان العسل طريقان مهمان؛ أحدهما يربط حلب بدمشق والآخر يربط حلب بإدلب. وكان النظام يعتمد دائمًا على تعزيزات عسكرية في ريف حلب الغربي كونها الخط الأول للدفاع عن حلب، ولذلك يولي اهتمامًا كبيرًا لهذه المنطقة.
ومع سيطرة الفصائل المسلحة على بلدة خان العسل، تصبح على بعد 5 كيلومترات فقط من مدينة حلب التي يسيطر عليها النظام السوري. هذا التقدم يأتي بعد سيطرتهم على بلدتي أرناز وكفربسين في ريف حلب الغربي، مما أدى إلى استمرار المعارك وانهيار تحصينات قوات النظام.
بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن سيطرة الفصائل المسلحة على عدة قرى في ريف حلب وإدلب، مما يمهد الطريق لعودة أكثر من 100 ألف مهجر إلى منازلهم وأراضيهم. هذا يساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية في شمال غرب سوريا.
من جهة أخرى، شنت مقاتلات روسية غارات على مناطق سكنية في بلدتي أتارب ودارة عزة في ريف حلب الغربي، مما أسفر عن مقتل 12 مدنيًا وإصابة 30 آخرين. هذه الهجمات أدت أيضًا إلى نزوح مئات العائلات من المنطقة.
وفي تعليقها الأول بعد المعارك، أكدت وزارة الدفاع السورية أنها تواجه “هجوم إرهابي” من قبل ما وصفته بـ”التنظيمات الإرهابية”، وأنها تلقنهم درسًا قاسيًا في العتاد والأرواح. ومن جانبها، ذكرت وزارة الدفاع التركية أنها تتابع عن كثب التحركات في شمال سوريا واتخذت جميع الاحتياطات اللازمة لضمان أمن قواتها هناك.
هذا التقدم الذي حققته فصائل المعارضة في سوريا يشكل تحولًا هامًا في المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، وقد يؤثر على المستقبل السياسي والإنساني للمنطقة.