انتظار يقظة فتح: تحليل للوضع في جنين ومخيمها

في دلالات ما يجري في جنين ومخيمها، وتوقيته، ما يشي بأننا إزاء لحظة انتقال نوعية على الطريق ذاته؛ طريق التكيف وإعادة التكيف مع مخرجات الحل الإسرائيلي للقضية الفلسطينية. السلطة في رام الله، لم تَحِد عن هذا الطريق، طوال السنوات الخمس عشر الماضية. طريق بدأ متدرجًا، وإن كان ذا اتجاه واحد، على أنه بلغ لحظة انعطاف، يتعين معها على السلطة، أن تشهر بالأفعال لا بالأقوال. أن تصطف ولِمن تنحاز، وكيف قرأت دروس وخلاصات حرب التطويق والتطهير والإبادة.

الحملة الأمنية والتفكير السياسي

في النظر إلى مجريات “الحملة الأمنية” الفلسطينية، على المدينة والمخيم، “تأسطرا” في الذاكرة الفلسطينية، أقله في ربع القرن الأخير. هناك ثلاث مدارس في التفكير السياسي الفلسطيني الدارجة. السلطة تعتبر ظاهرة “فلتان الأمن والسلاح” وتجاوزها بالأفعال والأقوال، بينما فصائل المقاومة تعتبر ذلك “سدادًا مقدمًا” لفواتير واستحقاقات.

الرهان الخائب والتوقيت ودلالته

من بعض ما رشح، يبدو أننا أمام سيناريو “المزيد من الشيء ذاته”. السلطة تتقدم بأوراق اعتماد للإدارة الجديدة، بينما نتنياهو يرفض تزويد السلطة بأسلحة. الرهانات الخائبة والتعنت يظهران في التفاعل بين الأطراف.

المصالحة والممثل الوحيد

المؤسف أن السلطة تعتقد بأنها ستنجو، وأنها ستحصل على “شهادة حسن سير وسلوك”، من تل أبيب وواشنطن بالطبع، وليس من شعبها. الحاجة لاسترداد المنظمة وإعادة بنائها من جديد، والبحث عن صيغة لاسترداد المصالحة وإعادة الوحدة.

هذه اللحظة فارقة بامتياز، يتداخل فيها الداخلي بالداخلي، بالتطورات العاصفة في الإقليم من حولنا، بالمشهد الدولي الذي ينتظر لحظة فارقة كذلك في العشرين من يناير القادم. يتطلب الأمر التفكير من خارج الصندوق، والبحث عن صيغة لاسترداد المنظمة، وإعادة بنائها من جديد.