
تأثير الخوف من الترحيل على المهاجرين العرب في أميركا
واشنطن – في ظل السياسات الجديدة والأوامر التنفيذية التي بدأها الرئيس دونالد ترامب، يعيش 13 ألفا و224 مهاجرا عربيا غير نظامي في الولايات المتحدة وهم يخشون ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. وقد أعلنت إدارة الهجرة والجنسية نشر قائمة تضم 1.4 مليون مهاجر غير نظامي على جداول الترحيل، مع تصنيفهم حسب دولهم الأصلية، ومن بينهم أكثر من 13 ألف مهاجر عربي.
تهجير وردع
تعتبر وحدة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك “آي سي إي” (ICE) قوة رئيسية في تنفيذ سياسات ترامب، حيث تعمد على نشر صور عمليات القبض على المهاجرين غير النظاميين ومغادرتهم على متن طائرات الترحيل. يهدف ترامب من خلال هذه الإجراءات إلى ردع المهاجرين عن الاقتراب من الحدود الأميركية، وقد نجح حتى الآن في تحقيق هذا الهدف.
ومع ذلك، تواجه إدارة ترامب عقبات كبيرة في تنفيذ أجندتها، مثل التحديات القانونية، والحاجة إلى تأمين تمويل إضافي من الكونغرس، ورفض الولايات والسلطات المحلية للمساعدة في عمليات الضبط، بالإضافة إلى مقاومة أصحاب المصالح التجارية.
كيف وصلوا؟
لم يتم الكشف عن بيانات مؤكدة حول كيفية وصول المهاجرين العرب إلى الولايات المتحدة. من خلال حوارات مع عدد من المهاجرين وخبراء قانونيين، يمكن تصنيف المهاجرين العرب غير النظاميين إلى عدة فئات. الفئة الأولى تشمل المهاجرين الذين دخلوا بطريقة نظامية ثم ظلوا في الولايات المتحدة بعد انتهاء تأشيراتهم، بينما الفئة الثانية تضم الذين دخلوا بطريقة غير نظامية عبر الحدود الجنوبية مع المكسيك.
المهاجرون العرب
تشمل قائمة المواطنين العرب المشمولين بقرارات الإبعاد أعدادا كبيرة من مختلف الدول العربية. في حين يواجه المهاجرون غير النظاميين تحديات كبيرة، يتعرض المهاجرون النظاميون أيضا لخطر الترحيل في حال ارتكابهم جرائم خطيرة، على عكس المهاجرين غير النظاميين الذين لا يحصلون على فرصة للدفاع أمام قاضي هجرة.
أوضاع قانونية
يشير المحامي حسام عبد الكريم إلى أن ترامب قد أحدث تغييرات كبيرة في سياسات الهجرة بعد توليه الرئاسة، ما أدى إلى تسريع وتبسيط عمليات الترحيل. ولكن رغم تلك الإجراءات الصارمة، يواجه المهاجرون النظاميون والغير نظاميون مخاطر متزايدة للترحيل.
ومن جانبه، أكد صاحب مطعم عربي في ولاية فيرجينيا على تأثر عمله بسياسات ترامب، حيث فقد عددا من عماله من المهاجرين غير النظاميين بسبب الحملات القمعية. وهذا يعكس الواقع الصعب الذي يواجهه المهاجرون وأصحاب الأعمال في ظل التوتر السياسي الحالي.
تراجع الحماية
نظراً لمحدودية الموارد والإمكانيات المخصصة لشرطة الهجرة، لا تتمكن السلطات الأميركية من تنفيذ عمليات الترحيل على الفور. وهذا يعكس الضغوط التي تواجهها السلطات الأميركية في محاولة تنفيذ سياسات ترامب الصارمة.
وبسبب تغييرات ترامب في برنامج اللجوء لأميركا، يتعرض آلاف المهاجرين لخطر الترحيل بشكل متزايد. وتشهد السفارات العربية تشديدا في متطلبات تجديد الوثائق الحكومية، مما يجعل الإجراءات القنصلية أكثر صرامة وتعقيدا.
بهذا السياق، يظهر واقع المهاجرين العرب في أميركا بشكل واضح، حيث يواجهون تحديات كبيرة وضغوطات متزايدة في ظل التوترات السياسية والقوانين الصارمة التي تفرضها إدارة ترامب.