علاقة طالبان الباكستانية بالأزمة الأفغانية: تأثيرها وتطورها

منذ وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان عام 2021، شهدت العلاقات بينها وباكستان تحولات ملحوظة. يتوقع إسلام آباد أن تكون العلاقات ودية واستراتيجية نظرًا للدعم الذي قدمته باكستان لطالبان أفغانستان خلال وجود القوات الأمريكية في كابل.

محللون سياسيون يرون أن باكستان فقدت نفوذها كدولة على حركة طالبان، لكن لا تزال تملك نفوذًا على بعض الأفراد في طالبان أفغانستان. ومع ذلك، تتهمها إسلام آباد بتوفير ملاذ آمن لحركة طالبان باكستان المسلحة التي نشطت داخل الأراضي الباكستانية.

رفض أفغاني
ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، يقول “نرفض هذه الاتهامات”، مؤكدًا أن الشعب الأفغاني وطالبان لا يسعون إلى زعزعة الاستقرار في باكستان. يتهمها بتوفير ملاذ آمن لحركة طالبان باكستان وتدريب مقاتليها، مما أدى إلى زيادة التوترات الأمنية والسياسية بين البلدين.

تحولات العلاقة
سلسلة من التبادلات الحادة بين البلدين بدأت عندما شعرت باكستان بفقدان عمقها الاستراتيجي ونفوذها في أفغانستان. وقد وقعت اشتباكات بين القوات الباكستانية والأفغانية خلال السنوات الثلاث الماضية، مما دفع الجانب الأفغاني إلى استهداف مواقع عسكرية في الأراضي الباكستانية.

شكوك وتحذيرات
حكمت جليل، الكاتب والمحلل السياسي، يشير إلى أن تحطيم المفاوضات بين حركة طالبان باكستان والسلطات الباكستانية بعد سقوط حكومة عمران خان يعكس صعوبة التواصل. يشير إلى شكوك إسلام آباد في قدرة كابل على السيطرة على الحركة.

التهديد المتنامي
تشكل حركة طالبان الباكستانية التهديد الأكبر لإسلام آباد، حيث زادت هجماتها داخل البلاد بعد انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار. تقارير تشير إلى زيادة طموحاتها وهجماتها على باكستان، مما يدفع باكستان إلى توجيه اتهامات بتقديم الدعم لها.

خيارات محدودة
يتحدث كورام إقبال عن العلاقات القوية بين طالبان الباكستانية وجماعات مسلحة أخرى في أفغانستان، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه باكستان في التعامل مع الحركة. يرى أن إسلام آباد تحتاج إلى استعادة نفوذها الاقتصادي لمواجهة طالبان بحزم.

بالنهاية، تبقى العلاقة بين طالبان الباكستانية والأفغانية نقطة حساسة تثير التوترات بين كابل وإسلام آباد. تبقى الشكوك حول التزام طالبان أفغانستان بمكافحة نشاط طالبان الباكستانية داخل أراضيها، مما يعكس التحديات المستمرة التي تواجه المنطقة.