
خدمة الأخبار – الرياض: أعلنت السلطات السعودية يوم الخميس، الموافق 27 فبراير 2025، عن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على توزيع مليون ومائتي ألف نسخة من المصاحف الشريفة، تحتوي على معاني كلمات القرآن الكريم بـ79 لغة مختلفة. يأتي هذا القرار في إطار برنامج هدية خادم الحرمين الشريفين من المصاحف، الذي ينفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد خلال شهر رمضان للعام الجاري 1446هـ، بهدف تعزيز الوعي الديني والتواصل الثقافي في العالم الإسلامي.
تهدف هذه المبادرة إلى توزيع المصاحف على المراكز الإسلامية والثقافية، بالإضافة إلى مكاتب الملحقيات الدينية بسفارات المملكة العربية السعودية في الخارج. ويشمل هذا البرنامج توزيع المصاحف في 45 دولة حول العالم، لنشر الرسالة الإسلامية وتعزيز الفهم والتفاهم بين الشعوب.
دور المصاحف في التواصل الثقافي والديني
تعتبر المصاحف من أهم العناصر التي تسهم في نقل الرسالة الدينية والتواصل الثقافي بين الشعوب. وفي ظل التطور التكنولوجي الحديث، تعد ترجمة المصاحف إلى عدة لغات بمثابة جسر للتواصل بين مختلف الثقافات والأعراف. تلعب المصاحف دوراً حيوياً في تعزيز الوعي الديني والتفاهم المتبادل بين الناس، مما يسهم في خلق جو من السلام والتعايش الإنساني.
لقد أثنى العديد من الخبراء والعلماء على هذه المبادرة السامية التي تهدف إلى نشر الخير والتسامح بين الشعوب. وقال الدكتور علي العلوي، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: “إن توزيع المصاحف بترجمات متعددة يعتبر خطوة جبارة نحو تعزيز التواصل الثقافي والديني بين الشعوب، ويعكس روح التسامح والتعايش التي يحث عليها الإسلام”.
شهادات شاهد عيان
فيما يتعلق بتوزيع المصاحف في الخارج، قال محمد عبدالله، مواطن سعودي يعمل في سفارة المملكة في لندن: “لقد شعرت بالفخر عندما شاهدت كيف استقبل الناس المصاحف بفرح وامتنان. يعتبر هذا العمل من أبرز وسائل التواصل الثقافي والديني الذي يمكن أن تقدمه المملكة للعالم”.
بالنظر إلى هذه المبادرة النبيلة، يتبادر إلى الذهن قول الشاعر العربي الكبير أحمد شوقي: “خير الناس من ينفع الناس”. وبالتأكيد، تعتبر هذه الخطوة السخية من خادم الحرمين الشريفين بتوزيع المصاحف حول العالم بمثابة هدية تعبر عن التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب.