
تركيا تعلن نيتها تجديد الوساطة بين روسيا وأوكرانيا
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يعتزم تكرار عرض بلاده لاستضافة محادثات سلام بين أوكرانيا وروسيا خلال اجتماع للزعماء الأوروبيين في لندن يوم غد الأحد. يأتي هذا الإعلان الهام في سياق تصاعد التوترات بين الطرفين، وتأتي خطوة تركيا لتعزيز جهودها في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، أكد مصدر تركي مطلع على الأمر أن “تركيا مستعدة لتولي هذا الدور في الفترة المقبلة، وتدعو جميع الأطراف إلى التركيز بشكل مشترك على الأمن والاستقرار الإقليمي الدائم، فضلا عن الرخاء الاقتصادي”. وهذا يأتي في ظل دعوات متكررة من أنقرة لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سلمي للأزمة الحالية.
تركيا: وسيط ذو تأثير
تعتبر تركيا دولة ذات تأثير كبير في المنطقة، وتتمتع بعلاقات جيدة مع كلا البلدين منذ بداية النزاع. وفي الشهر الماضي، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تركيا حيث أشاد بدورها كضامن أمني مهم لبلاده. وفي نفس اليوم، اجتمع ممثلو الولايات المتحدة وروسيا في الرياض لبحث سبل إنهاء الحرب، من دون مشاركة من كييف.
هذه الخطوات تأتي بعد أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، الذي أدى إلى توترات كبيرة على الساحة الدولية. ورغم دعوات أنقرة المتكررة لوقف إطلاق النار منذ عام 2024، إلا أن الحرب استمرت، وواجهت مشكلات بسبب جدال علني بين الرئيسين الأميركي والأوكراني.
تركيا والعلاقات الدولية
تعد تركيا عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقد استضافت محادثات أولية بين الجانبين بعد الغزو الروسي، مما ساهم في تأمين اتفاق للمرور الآمن لصادرات الحبوب في البحر الأسود. كما رفضت تركيا المشاركة في العقوبات الغربية ضد موسكو، وهو موقف أثار الكثير من الجدل في المجتمع الدولي.
وفي خطوة أخرى، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات في أنقرة يوم الاثنين الماضي. وقبل ذلك، اجتمعت وفود من الولايات المتحدة وروسيا في إسطنبول لبحث القضايا الثنائية المتعلقة بعمليات سفارتيهما.
بهذه الخطوات، تؤكد تركيا على استعدادها لتقديم الدعم والوساطة لإيجاد حل سلمي للأزمة بين أوكرانيا وروسيا. وفي ظل التقلبات السياسية والعسكرية في المنطقة، يبقى السلام هدفاً يسعى الجميع إلى تحقيقه.