تأثير ترامب على وليام هيغ: تقييم سلبي واحتمالية تأثير إيجابي

وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيغ ينظر إلى الاضطرابات التي أحدثتها سياسات الرئيس دونالد ترامب بتقدير سلبي وفرصة لتغيير إيجابي في الأفكار والأحزاب عبر الديمقراطيات الغربية. هيغ يعتبر أن الأثر الذي قد يتركه ترامب يمكن أن يكون مفاجئًا ومثيرًا، مستندًا إلى تاريخ السياسات المتطرفة التي أدت إلى تحولات كبيرة في العالم.

في حديثه، استعرض هيغ أمثلة من الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر، حيث أدى الطابع المتطرف للسياسات إلى تغييرات جذرية في سياسات الدول الأخرى. وعلى الرغم من أن الأسابيع الأولى لإدارة ترامب الثانية لم تصل إلى مستوى الثورة الفرنسية، إلا أن تأثير الاضطرابات في عصر يتسم بانتشار الأخبار وحركة البضائع بحرية يكون أكثر سرعة ونفوذاً.

هيغ يوضح أن هناك إعادة تنظيم للأفكار والأحزاب تجري في البلدان الغربية، مشيرًا إلى أن تأثير ترامب قد يكون كبيرًا في هذه العملية. وبالنسبة للأحزاب الرئيسية في العديد من الدول، مثل الليبراليين في كندا والديمقراطيين المسيحيين في ألمانيا، فإن سياسات ترامب قد تكون شريان الحياة لها، مساهمة في إعادة هذه الأحزاب إلى التوازن والاستقرار.

شريان حياة

لهيغ، فإن تأثير ترامب قد يكون شريان الحياة للأحزاب الوسطية، حيث يعتبر تحولها نحو الشعبوية فرصة للعودة إلى الوضع الطبيعي. إنها لحظة توضيحية تعيد للناس إدراك الواقع وتجعلهم يدركون أن الأمور ليست دائما على ما يرام. ومن هنا، يتوجب على الأحزاب أن تتأقلم مع التحديات وتستجيب بحزم لتحقيق التوازن في السياسة.

هيغ يشير إلى أن الدول التي تعاني من عدم القدرة على السيطرة على حدودها وتعتمد بشكل كبير على الآخرين، يتوجب عليها التحرك بسرعة لتحسين وضعها. وبالتالي، لا يلزم أن تكون موافقًا على ترامب لكن يمكن أن تعمل الأحزاب على استيعاب الدروس من سياسته والتعامل بفعالية مع التحديات الحالية.

3 جوانب

تأثير ترامب على الساحة الدولية يتجلى في ثلاث جوانب رئيسية:

• الأول: إظهار قدرة الدولة على معالجة المشاكل الصعبة التي تواجهها، مثل مسألة الهجرة. إن تباطؤ الهجرة عبر الحدود المكسيكية يعكس تأثير سياسات ترامب على تغيير القواعد وليس مجرد مراقبة للحدود.
• الثاني: خفض تكاليف الحكومة، وجعلها أكثر استجابة للرغبات الديمقراطية، كما يتضح من سياسات حزب المحافظين في بريطانيا والعمال الأسكتلندي.
• الثالث: تشجيع الإنفاق الدفاعي وتقليص الإنفاق على الرعاية الاجتماعية، مع تحريك الاقتصاد بشكل عام.

هيغ يؤكد على الجانب الأخلاقي في تطبيق سياسات ترامب، مشيرًا إلى أن عدم وجود وازع أخلاقي قد يؤدي إلى تبعات سلبية على المستوى الدولي. تعتبر هذه السياسات فرصة لتعزيز القيم الأخلاقية والديمقراطية في العالم، وتبلور قوة الدولة الديمقراطية وفعاليتها كجزء من نظام أخلاقي عالمي.