
تأثير شعبوية خطاب ترامب على الديمقراطيات الهشة: علامات استفهام
بعد مرور شهرين على انطلاق الولاية الثانية لدونالد ترمب، ما زالت العلاقات بين واشنطن والجارة الأميركية اللاتينية تحت المجهر، مثيرة للتساؤلات والتخمينات حول مكانتها في أولويات الإدارة الأميركية الجديدة. يبدو أن الرئيس العائد لم يكشف بعد عن نياته الحقيقية، مما يثير الكثير من الاستفهامات حول مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
التركيز على الأولويات الخارجية
بالرغم من اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسيناتور ماركو روبيو كوزير للخارجية، إلا أن تركيز الرئيس حتى الآن يتجه نحو تحقيق وعده الأكبر في السياسة الخارجية، وهو إنهاء الحرب في أوكرانيا. هذا الأمر يجعل العلاقات مع أميركا اللاتينية تبدو في المقام الأول كجزء ثانوي من أولوياته.
المكسيك وبنما في تركيز ترمب
في خطاب افتتاح ولايته الرئاسية الثانية، لم يشير ترمب إلى أي منطقة في العالم سوى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وبنما. وبالرغم من عدم توجيه اهتمام لأميركا اللاتينية خلال ولايته الأولى، يبدو أن الرئيس يركز الآن على العلاقات مع المكسيك وبنما بشكل خاص.
بين الأمس واليوم: تحديات العهد الجديد
تعود العلاقات بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية إلى عقود من الزمن، حيث كانت سياسة «شرعة مونرو» تحكم العلاقات بين البلدين. ومع تحول القوى العالمية وظهور تحديات جديدة مثل التغلغل الصيني في المنطقة، تواجه الولايات المتحدة تحديات جديدة في الحفاظ على تأثيرها الاقتصادي والسياسي في أميركا اللاتينية.
العملاق الصيني في أميركا اللاتينية
تزايد التواجد الصيني في أميركا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة، مما يثير مخاوف واشنطن بشأن تأثيره على المنطقة. بالاعتماد على اتفاقيات واسعة للشراكة مع الدول اللاتينية، أصبحت الصين الشريك التجاري الأول للمنطقة، مما يجعلها تحدياً جديداً للنفوذ الأميركي التقليدي.
عدم التصدير للنموذج الصيني
بالرغم من التواجد الصيني المتزايد في المنطقة، يبدو أن الصين لا تسعى لتصدير نموذجها السياسي أو الاقتصادي إلى أميركا اللاتينية، مما يختلف عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. هذا الأمر يدفع ببعض الدول اللاتينية للانحياز نحو التعاون مع الصين على حساب العلاقات مع الولايات المتحدة.
في الختام، يبدو أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية تمر بمرحلة جديدة من التحديات والتغيرات. مع تحولات سياسية واقتصادية في العالم، يبقى من المهم متابعة تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وتأثيرها على المنطقة بأسرها.